ملخص المقال
المصري اليوم لايت «التراث المصري عمره ما يتلغي لو حتى جابوا مليون صيني ومليون روسي ومليون أمريكاني، عمره ما هيتلغي، المصري مصري».. بهذه الكلمات لخص أحمد سيد أحمد المصري، 57 سنة، «صنايعي» الفوانيس الذي تعلم المهنة منذ أكثر من 40 عامًا علي يد والده، رأيه في الجدل المتكرر مع بداية شهر رمضان في السنوات القليلة الماضية حول «الفانوس الصيني» وتأثيره على «الفانوس أبو شمعة». بدأ «فانوس رمضان» في مصر خلال العهد الفاطمي "العبيدي"، وتروى الحكايات أن جوهر الصقلي أمر المصريين في إحدى الليالي الرمضانية أن يخرجوا لاستقبال الخليفة الذي سيصل إلى القاهرة ليلًا، ولأن الشوارع لم تكن مضاءة اصطحب الناس معهم شموعا لإنارة الطرق، ومن أجل حماية الشموع من الانطفاء بسبب الهواء صنعوا لها إطارا من الجريد والجلد الرقيق ووضعوها فوق قاعدة خشبية، وهو ما أعجب القائد والخليفة معا، ومن يومها تطور الأمر إلى أن أصبح الفانوس تقليدا رمضانيا انتشر من مصر إلى العالم العربي والإسلامي. ازدهرت بعد ذلك صناعة الفوانيس في مصر وتحولت فيما بعد إلي ما عرف بـ«عادة رمضان» حيث يمر الأطفال بالفوانيس يغنون بعض الأغاني المتعلقة بشهر الصيام ويطرقون أبواب البيوت.. سيطرت الفوانيس الصغيرة على الشوارع أثناء رمضان لفترات طويلة واقتصر وجود الفوانيس كبيرة الحجم على المساجد والبيوت، ومع انتشار استخدام الكهرباء بدأت الفوانيس الكبيرة في الانتشار بالشوارع في رمضان وبدأت في مزاحمة الزينة في مكانها بين البيوت، كما بدأت تدخل في أسباب تفاخر كل مجموعة من الأطفال والشباب بأنهم أفضل من زينوا شوارعهم استقبالا لشهر رمضان الكريم. ووصل التنافس حول لقب أحسن فانوس إلى قيام البعض بالتخلي عن تعليق الفوانيس المعدنية الجاهزة، التي غالبا ما تنحصر أشكالها الأساسية في عدد قليل، وبناء نماذجهم الخاصة مستخدمين أسياخ الحديد والخشب وأوراق التغليف المختلفة مثل الجلاد الملون، وغالبا ما انحصرت تلك النماذج في شكل مسجد أو محاكاة لفانوس معدني. وفيما بعد تطورت صناعة الألعاب الكهربائية وظهرت الصين كمنتج يقدم أسعارا رخيصة لمنتجات قليلة الجودة، وبدأت في السعي وراء إنتاج كل ما تستطيع إنتاجه وبدأت في تصنيع فانوس مصنوع من البلاستيك ويضاء بلمبة كهربائية تعمل ببطاريات صغيرة. وصل الفانوس الصيني مصر وبدأ في احتلال جزء من مشتريات الفوانيس بديلا للفانوس التقليدي الذي يعمل بالشمع، وكان شكل الفانوس الصيني في البداية عامل جذب لكونه أكثر أمانا من مثيله التقليدي على الرغم من أنه اعتمد في تصميمه على التصميمات الرئيسية للفوانيس التقليدية. تطور الفانوس الصيني من حيث الشكل والمضمون بشكل سريع فأضيف إلى التصميم التقليدي الذي يضاء بـ«لمبة» صغيرة سماعة تبث «موادا» تتراوح ما بين صوت الأذان أو الأغاني الرمضانية التي اعتاد الأطفال تردديها أو التواشيح والأدعية، بحسب اختيارك، ثم أضيف إلى تلك الأصوات الموسيقى والأغاني التي لا علاقة لها بشهر رمضان وأجوائه وأضيف إلى الأشكال مصباح علاء الدين. احتل الفانوس الصيني مساحة كبيرة في سوق الفوانيس في مصر، وبدأ وجوده يثير قلق البعض لأسباب، منها تأثير هذا الفانوس على صانعي الفانوس التقليدي وثقافة المصريين.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- رجالات الصناعة في القرآن
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور
- قصة إدريس عليه السلام
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
التعليقات
إرسال تعليقك