صحيفة الرأي الأردنية

كشفت مديرية أثار محافظة المفرق في الأردن عن عثورها على أقدم نقش عربي شمالي أثري في غدير وادي اسيخم الواقع على الطريق الواصل بين منطقتي الصفاوي والأزرق على بعد (140) كم جنوب شرقي مدينة المفرق.

وقال الباحث والمؤرخ مدير مديرية أثار محافظة المفرق الدكتور عبدالقادر الحصان، إن النقش المكتشف الجديد هو عربي شمالي مكتوب بالخط المسند الشمالي، اذ يعتبر أقدم نقش عربي مكتشف في منطقة بادية الشام.

وأضاف الى "الرأي"، أن النقش مكتوب عليه عبارة (نافل "ناشل" بن معن من مادل ذا ال تيم ونظر على دمسي ب 500 فارس سنة حرب عمم) وهي تعني أن صاحب النقش هو نافل أو ناشل بن معن من قبيلة تيم وقد كتبه وهو بانتظار الأمير دمسي الذي أحضر معه 500 فرس و ذلك في سنة حرب عمم.

وأوضح الدكتور الحصان أن "دمسي" هو أمير نبطي ثار على الملك النبطي سنة (70) ميلادي وأسمه مالك بن الحارث و يلاحظ بأنه كان تجمع المقاتلين للإنقباض على الملك و جيشه،لافتا الى أنه تم الكشف عن النقش أثناء عملية المسوحات الأثرية ما بين الصفاوي و الأزرق.

وقال الدكتور الحصان:" عند مشاهدة النقش للمرة الأولى،كان مغطى بطبقة من الطحالب ولم تظهر كافة أحرفه الكتابية ،ففكرت مليا بالعودة اليه و تنظيفه رغم بعد المسافة لمعرفة ما اذا كان عليه نقوش أو لا،ليتبين بعد ذلك أنه بالفعل يحتوي على نقش وتم بعدها قراءته والكشف عنه".

ويعتبر النقش المكتشف الجديد هو واحد من أهم النقوش التي تم الكشف عنها من قبل فريق مديرية اثار المفرق بقيادة الدكتور الحصان، اذ أنه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة تم الكشف عن ما يزيد عن (500) نقش أثري في المنطقة الواقعة ما بين الصفاوي و الأزرق، بحسب الدكتور الحصان الذي أشار الى أنه تم احضار منها (70) نقش هام فقط الى متحف اثار المفرق.

وتنبع أهمية النقش الجديد، وفقا للدكتور الحصان من خلال أنه ثاني نقش يذكر ثورة الأمير النبطي دمسي و يؤكدها الى جانب أنه النقش الأول بمنطقة بادية الشام،فضلا عن أنه وثيقة تاريخية مكتوبة باللغة العربية بالخط المسند الشمالي.

وأكد أن علم الاثار يعتمد على دلائل مادية ملموسة وأن هذه الإكتشافات الأثرية تؤكد أو تنفي المقولات التاريخية بشكل قطعي،مشيرا الى أن هنالك أهمية أخرى للنقوش الهامة المكتشفة بالنسبة لطلبة علم النقوش من حيث دراسة الخط و أسماء الأشخاص والعائلات والحوادث التاريخية.