ملخص المقال

أسباب تفوق لغة قريش على لغات الجزيرة العربية
تغلبت لغة قريش على سائر لغات القبائل العربية لأسباب دينية واقتصادية واجتماعية أهمها:
-الأسواق: حيث كان العرب يقيمونها للتسوق وينتقلون من بعضها إلى بعض، فتدعوهم طبيعة الاجتماع إلى المباهاة بالفصاحة، والمفاخرة بالمحامد وشرف الأصل، فكان ذلك أدعى للعرب على توحيد اللسان والعادة والدين والخلق؛ إذ كان الشاعر أو الخطيب يستخدم الألفاظ العامة والأساليب الشائعة؛ قصدًا إلى إفهام سامعيه وطمعا في تكثيرهم فتنتشر معه لهجته وطريقته.
وأشهر هذه الأسواق عكاظ وذو المجاز؛ وكانت سوق عكاظ أشهر فضلا، وأقوى أثرا في تهذيب اللغة العربية، وكانت تقوم من بداية شهر ذي القعدة وتستمر إلى العشرين منه، فيذهب إليها زعماء العرب وأمراء القول للمتاجرة وأداء الحج، وفي هذه الأماكن، كان مرجعهم في الفصل بينهم إلى محكمين اتفقوا عليهم، فكانوا يحكمون لمن وضح بيانه، وفصح لسانه.
-أثر مكة وعمل قريش: كان لموقع مكة أَثر بالغ في وحدة اللغة ونهضة العرب؛ لأنها كانت في النصف الثاني من القرن السادس محطًّا للقوافل الآتية من الجنوب، تحمل السلع من الهند واليمن، فيبتاعها المكّيون ويصرفونها في أسواق الشام ومصر.
-إضافة إلى أن أهل قريش كانوا أشد الناس ارتباطا بالقبائل، وأكثرهم بالشعوب اختلاطا؛ حيث كانوا يختلطون بالحبشة في الجنوب، وبالفرس في الشرق، وبالروم في الشمال وذلك لما تحظى به مكة وأهلها من المكانة والشرف لخدمتهم واستقبالهم للناس في الحج، ورياستهم في عكاظ، وإيلافهم رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام.
-إضافة إلى علم أهل مكة بالكتب المنزلة؛ باليهودية في يثرب وتيماء، وبالنصرانية في الشام ونجران والحيرة؛ فتهيأت لهم بذلك الوسائل لثقافة اللسان.
ثم سمعوا وتدبروا المعاني الجديدة، ونقلوا الألفاظ المستحدثة، واختاروا لغتهم من أفصح اللغات، ثم أخذ الشعراء والفصحاء يؤثرونها حتى نزل القرآن الكريم كتاب الله للعالمين بلغة قريش، فأتم لها الذيوع والغلبة، وتفوقت لغتهم على سائر لغات ولهجات العرب في الجزيرة.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- أبناء النبي محمد
- أشهر أدوات تعذيب المسلمين بعد سقوط الأندلس
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- نص الرسالة التي أرسلها هولاكو قائد التتار إلى قطز
التعليقات
إرسال تعليقك