ملخص المقال

قصة الإسلام
أعظم مسجد بناه المماليك هو جامع السلطان حسن بالقاهرة
عرفت القاهرة التاريخية باحتضانها للعديد من الآثار والمعالم الدينية التي كان وما زال الكثير منها منارات للعلم والدين، ومن أشهر هذه المنارات جامع ومدرسة السلطان حسن أعظم مسجد بناه المماليك في مصر.
وقد قال المؤرخ المقريزي في "المواعظ والاعتبار" عن موقعه وتاربخ بنائه:" وهو تجاه قلعة الجبل - قلعة صلاح الدين- فيما بين القلعة وبركة الفيل... وابتدأ السلطان عمارته في سنة 757هـ، وأوسع دوره وعمله في أكبر قالب وأضخم شكل، فلا يُعرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكي هذا الجامع".
وقد قام ببناء هذا الصرح الإسلامي الكبير السلطان الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان المنصور قلاوون، ويعتبر ملك مصر التاسع عشر من جنس الترك المماليك، والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنة مرتين، كانت أولاهما في رمضان سنة 748هـ، وكان عمره آنذاك 13 سنة؛ وثانيها عام 755هـ بعد أن سجن لمدة ثلاثة أعوام..
وكان له خصال طيبة؛ فقد كان ملكًا حازمًا، مَهيبًا، شجاعًا، صاحب حرمة وكلمة نافذة، لم يشرب الخمر، ولم يأتِ بفاحشة ظاهرة، واختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك، يصفه "ابن تغري بردي" في كتابه (النجوم الزاهرة): "بأنه كان مفرط الذكاء، عاقلاً ، رفيقًا بالرعية، متدينًا شهمًا، ولو وجد ناصرًا أو معينًا لكان أجلَّ الملوك".
وقد بدأ بناء هذا الجامع سنة 757هـ/ 1356م؛ حيث استمر العمل فيه دون انقطاع لمدة ثلاث سنوات من غير توقف.
وأرصد السلطان لمصروفه في كل يوم 20 ألف درهم ونحو ألف مثقال من الذهب، وقد صرف على القالب الذي بُنِيَ عليه عقد إيوان الجامع الرئيسي 100 ألف درهم، وكان من الطبيعي أن يكون هذا الإنفاق مرهقًا لميزانية الدولة، وهو ما اعترف به السلطان حسن بقوله: "لولا أن يقال: إن ملك مصر عجز عن إتمام بناءٍ بناه، لتركت بناء هذا الجامع".
والعجيب في الأمر أنه لم يبقَ في القاهرة والفسطاط صانع له تعلُّق بالعمارة إلا واشتغل فيه، ومات السلطان حسن قبل أن يُتِمَّ بناءه، فقام الأمير بشير آغا الجمدار أحد أمرائه بإتمام البناء.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة وضع الحجر الأسود
- أشهر السرقات العلمية في تاريخ الغرب
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
التعليقات
إرسال تعليقك