عهد ملوك الطوائف أو العهد المظلم .. أصعب فترة في تاريخ الأندلس قاطبة

على الرغم من قِصَر مدة هذا العهد - التي لا تتجاوز القرن الواحد- إلا أنه يتسم بالأحداث المتعاقبة والأطماع المتزايدة والخيانات الفجة، والفرقة والتنازع الشديدين وضعف عقيدة الولاء والبراء لدى شخصياتها؛ وكانت هذه الأحداث جديرة بأن تجعل القرن الخامس الهجري من القرون المظلمة في تاريخ الأندلس كله، فمنذ إعلان نهاية الدولة الأموية في الأندلس بدأت الأندلس بالفعل تُقسَّم بحسب العنصر إلى دويلات مختلفة، ليبدأ ما يُسَمَّى بعهد دويلات الطوائف، أو عهد ملوك الطوائف.

فبعد أن كانت الأندلس كتلة مسلمة موحدة تحولت إلى دويلات متخاصمة  يُسيطر على كل منها حاكم سابق استطاع أن يحافظ على سلطته المحلية خلال الانهيار، أو متغلِّبٌ من الفتيان الصقالبة أو القادة ذوي السلطان السابق، أو زعيم أسرة محلي من ذوي الجاه والعصبية، كذلك سيطر الأمازيغ البربر من جانبهم على أراضي المثلث الإسباني الجنوبي، وما كان منه بيد الدولة الحمودية، وأنشئوا هنالك إمارات عدَّة، ما لبثت أن نزلت إلى ميدان الصراع العام، الذي شمل هذه المنطقة.

 وفي ذلك العصر قُسِّمَتْ فيه بلاد الأندلس إلى سبع مناطق رئيسة؛ هي كما يلي:

أولاً: بنو عَبَّاد: وهم عرب من بني لخم، وقد أخذوا إِشْبِيلِيَة.

ثانيًا: بنو زيري: وهم أمازيغ/ بربر، وقد أخذوا غَرْنَاطَة، وكانت إِشْبِيلِيَة وغَرْنَاطَة في جنوب الأندلس.

ثالثًا: بنو جهور: وهم الذين كان منهم أبو الحزم بن جهور زعيم مجلس الشورى، وقد أخذوا منطقة قُرْطُبَة وسط الأندلس.

رابعًا: بنو الأفطس: وهم أمازيغ/ بربر، استوطنوا غرب الأندلس، وأسسوا إمارة بَطَلْيُوس الواقعة في الثغر الأدنى.

خامسًا: بنو ذي النون: وهم أمازيغ/ بربر، استوطنوا المنطقة الشمالية، التي فيها طُلَيْطِلَة وما فوقها (الثغر الأوسط).

سادسًا: بنو عامر: و هم عرب معافريون من العرب اليمانية، استوطنوا شرق الأندلس، وكانت عاصمتهم بَلَنْسِيَة.

سابعًا: بنو هود: وهؤلاء أخذوا منطقة سَرَقُسْطَة (الثغر الأعلى)، تلك التي تقع في الشمال الشرقي.

وهكذا قسمت الأندلس حتى وصل عدد الدويلات الإسلامية داخلها عامة إلى اثنتين وعشرين دويلة، وذلك رغم وجود ما يقرب من خمس وعشرين بالمائة من مساحة الأندلس في المناطق الشمالية في أيدي النصارى.

للمزيد..

د.راغب السرجاني .. ملوك الطوائف في الأندلس