ملخص المقال

حياة السلطان طغرلبك السلجوقي منقذ الخلافة العباسية من الدولة البويهية الشيعية ومؤسس دولة السلاجقة العظام..
السلطان طغرلبك السلجوقي هو مؤسس دولة من أعظم الدول التي ظهرت في الإسلام فهو الذي أعاد لمقام الخلافة العباسية السنية هيبتها بعد أن ضاعت على يد الأمراء المفسدين وملوك دولة بني بويه الشيعية.
بطلنا هو السلطان أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق التركي، الملقب بطغرلبك، مؤسس الدولة السلجوقية، ويرجع أصل هذه الدولة إلى سلجوق بن تقاق أحد القادة في بلاد الترك.
وقد ظهرت عليه علامات التميز فقربه ملك الترك وقدمه على باقي القادة حتى ارتفعت مكانته بين عشائر الترك فخاف منه الملك وهم بقتله فشعر سلجوق بذلك فجمع عشيرته وهاجر إلى بلاد الإسلام واعتنق الإسلام.
وكان له ثلاثة أولاد ميكائيل وأرسلان وموسى، فأما ميكائيل فاستشهد في القتال ضد كفار الترك، وخلف ورائه ثلاثة أبناء طغرلبك محمد وإبراهيم أينال وجعفر بك داود، فعظم شأنهم في قومهم، وكان طغرلبك أكبرهم، واجتمع الناس عليهم، وقرروا الانتقال إلى بخارى للإقامة هناك، ولكن أمير بخارى خاف منهم فاعتقل طغرلبك فقاد أخوه داود الجيوش، وأنقذ أخاه من السجن.
ثم تحول مؤسس دولة السلاجقة في رحلته إلى الدولة الغزنوية التي خافت من قوة السلاجقة، وحاول الغزنويون الاعتداء على السلاجقة فكان النصر حليفا للسلاجقة.
ثم بدأ طغرلبك القائد العظيم في فتح عدة مدن بمنطقة خراسان (شرق إيران الآن)، وواصل طغرلبك فتوحاته حتى اصطدم بدولة بني بويه الشيعية المتحكمة في الخلافة العباسية السنية ثم اصطلح مع البويهيين لفترة مؤقتة.
وعندما ذاع صيت طغرلبك استدعاه الخليفة العباسي القائم بالله ليستعين به على إزالة دولة بني بويه الشيعية التي أضاعت مكانة الخلافة وكرامة الخلفاء، وكان قدومه رحمة بهذه الأمة؛ ذلك لأن قدومه وافق خروج رجل يقال له البساسيري التركي، يريد نقض الخلافة السنية وإقامة الخلافة العبيدية الشيعية.
فقد كان العبيديون الشيعة يحاولون منذ إقامة خلافتهم بمصر التربص بالخلافة العباسية وإزالتها؛ لذلك راسل الخليفة العبيدي المستنصر البساسيري ودعمه في سعيه الخبيث لإسقاط الخلافة العباسية السنية، ولكن جهودهم تعطلت لأن طغرلبك قدم إلى بغداد، وأرسل أخاه إبراهيم لقمع ثورة البساسيري مؤيد العبيديين.
فلجأ البساسيري للمكر وجذب إبراهيم لصفه، ووعده بمكانة أخيه طغرلبك على البلاد، فعصى إبراهيم أخاه طغرلبك، ووقعت بين الأخوين حرب طويلة، استغلها البساسيري وقام بالاستيلاء على بغداد.
ولكن طغرلبك استطاع أن يقضي على فتنة أخيه إبراهيم، ثم عاد سريعًا لبغداد حيث قضى على فتنة البساسيري حتى قتله، وأعاد الخلافة السنية مرة أخرى، وأعاد الخليفة القائم بالله لموضعه مرة أخرى، وكان هذا العمل من أعظم أعمال طغرلبك على الإطلاق وكانت سببًا لشهرته وتقدمه على ملوك الإسلام.
وواصل طغرلبك جهاده إلى أن توفي عن عمر ناهز السبعين سنة، وذلك عام 455هــ / 1063م، بمدينة الري عاصمة دولته الفتية.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- بالصور | أغرب 9 اكتشافات أثرية في تاريخ البشرية
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة ساعة هارون الرشيد التي أثارت الجدل في مونديال قطر
التعليقات
إرسال تعليقك