ملخص المقال
استطاع جعفر بن أبي طالب أن يقنع النجاشي بموقفه بعد خطاب جامع ألقاه جعفر على ملك الحبشة..
حاول وفد قريش بقيادة عمرو بن العاص أن يقنع النجاشي بضرورة رد المسلمين المهاجرين إليه وهنا تقدم الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب وألقى على ملك الحبشة خطابا جليلا قلب الحدث لصالح المسلمين تماما.
وبدأ جعفر خطابه قائلا: «أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف».
وقد بدأ جعفر بن أبي طالب بتقبيح الحالة التي كانوا عليها قبل الإسلام؛ حيث قال: «فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه». وهنا يشير جعفر إلى أن الذي جاء بهذا الدين الجديد صادق أمين.
ثم أخذ جعفر في عرض الإسلام عرضا طيبا فقال: «دعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام».
ثم أكمل جعفر خطابه: «فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا». ثم أتبع ذلك فقال: «فعدَا (طغى) علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث».
وقد ذكر جعفر ذلك لأنه يعلم أن صور الابتلاء تتأثر بها قلوب المسيحيين؛ فهي تذكرهم بصورة المسيح عليهم السلام.
وهكذا سيطر جعفر تماما على مشاعر النجاشي، بل وعلى مشاعر الأساقفة من حوله، وقد ختم بيانه هذا بمقطع سياسي حكيم قال جعفر فيه: « فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك».
وبعد انتهاء الخطاب سأل النجاشي جعفر رضي الله عنه قائلا: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قال جعفر: نعم. قال النجاشي: اقرأه عليَّ.
فاختار جعفر صدر سورة مريم والتي تبدأ بقوله تعالى:﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾ إلى قوله تعالى:﴿ قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾[مريم: 1- 21].
وبعد سماع هذه الكلمات المعجزة لم يتملك النجاشي نفسه فبكى ملك الحبشة وبكت أساقفته، وهنا وبوضوح أخذ النجاشي القرار وقال:« إن هذا والذي جاء به موسى (وفي رواية: عيسى) ليخرج من مشكاة واحدة».
ثم التفت النجاشي إلى وفد قريش وقال لهم: «انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكم أبدًا».. فكانت هذه الجولة بكاملها في صفِّ المؤمنين، وهُزم وفد قريش هزيمة منكرة.
للمزيد..
موقع قصة الإسلام - د.راغب السرجاني: خطاب جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- شاهد بالصور الكعبة والمسجد النبوي من الفضاء
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- أول من أثبت كروية الأرض
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
التعليقات
إرسال تعليقك