ملخص المقال
كيف كانت خريطة العالم الإسلامي في الوقت الذي صعد فيه التتار على الساحة؟ وهل كان العالم الإسلامي ممزقا أم صفا واحدا؟
كيف كانت خريطة العالم الإسلامي في الوقت الذي صعد فيه التتار على الساحة؟ وهل كان العالم الإسلامي ممزقا أم صفا واحدا؟
لقد ظهرت قوَّة التتار على السطح في أوائل القرن السابع الهجري والعالم في ذلك الوقت بين معسكرين: الإسلامي والصليبي، وقد كانت مساحة الأمة الإسلامية تقترب من نصف مساحة المعمورة؛ حيث كانت حدود المسلمين تبدأ من غرب الصين، وتمتدُّ عبر آسيا وإفريقيا إلى غرب أوربا؛ حيث الأندلس.
ولكن مع الأسف الشديد فمع المساحة الكبيرة ومع الأعداد والموارد الهائلة إلا أنَّ الأمة قد دب في جسدها مرض الفرقة وغيرها من الأمراض.
فإذا نظرنا إلى وضع الخلافة العباسية وجدناها ضعيفة، وأصبحت لا تُسيطر إلا على العراق، واتَّخذت من بغداد عاصمة لها منذ سنة 132هـ، وقد توالى الخلفاء في العراق ولكنهم ما اتصفوا بهذا الاسم قط، وكان حولها عدد كبير من الإمارات المنفصلة عن الخلافة وإن كانت لا تقدم نفسها منافسا للخلافة.
أما بالنسبة إلى مصر والشام والحجاز واليمن فقد كانت هذه الأقطار في تلك المرحلة التاريخية في أيدي حفدة صلاح الدين الإيوبي الذين تنازعوا فيما بينهم، ومزقوا الدولة الأيوبية.
أمَّا بلاد المغرب والأندلس فقد كانت تحكمها دولة الموحدين وقد اتسعت من ليبيا إلى المغرب، ومن الأندلس إلى وسط إفريقيا، ومع ذلك ففي أوائل القرن السابع الهجري كانت هذه الدولة قد أصيبت بالضعف؛ خاصة بعد هزيمتها في موقعة العقاب سنة (609هـ= 1213م).
وإذا انتقلنا إلى شرق الأمة الإسلامية وتحديدًا الدولة الخوارزمية؛ حيث كانت قد امتدَّت من غرب الصين إلى غرب إيران، ولكن مع الأسف كانت هذه الدولة في خلافٍ مع الدولة العباسية، والأمرُّ من ذلك أنَّها مالت في فترةٍ من فتراتها إلى التشيع، وكثرت فيها النزاعات السياسية ودخلت هي نفسها في حروب مع ممالك إسلامية أخرى.
أما الهند فكان يحكمها الغوريون في ذلك الوقت، وكانت في نزاع وخلاف دائم مع الخوارزميين.
أمَّا بلاد فارس أو إيران فقد كان جزء منها يحكمه الخوارزميون والجزء الغربي منها المجاور للخلافة العباسية تحت سيطرة الإسماعيلية؛ وهي طائفة شيعية شديدة الخبث على الإسلام والمسلمين وكان لها دور في اغتيال بعض القادة المسلمين في ذلك الوقت.
وإذا ذهبنا إلى الأناضول (تركيا الآن) وجدنا هذه المنطقة كانت تحت حكم السلاجقة الروم حفدة القائد العظيم ألب أرسلان ولكن الحفدة كانوا على درجة شديدة من الضعف؛ بالتالي أصبح العالم الإسلامي في ذلك الوقت مهيَّأ لقدوم التتار وسيطرتهم عليه.
وبالتالي كما رأينا فإنَّ خارطة العالم الإسلامي كانت ممزقة في ذلك الوقت، وكان من السهل أن تزداد تمزُّقًا وخنوعًا وتسقط في قبضة التتار الهمج بأيسر الطرق وأسرعها، ولولا رحمة الله بنا وحفظه لدينه الحنيف لزالت دولة المسلمين من جذورها، ولأصبحنا تحت سلطة التتار إلى ما شاء الله؛ ولكنَّه تيسير الله وعونه وتهيأة الأسباب للماليك بقيادة المظفر سيف الدين قطز رحمه الله الذي أوقف زحف التتار في المعركة الفاصلة عين جالوت.
وكانت الخريطة هكذا::
للمزيد..
موقع قصة الإسلام - د.راغب السرجاني: «الوضع الإسلامي وقت ظهور التتار».
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة حرب الفجار
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
التعليقات
إرسال تعليقك