ملخص المقال
عندما استولى الإسبان على جزيرة ميورقة الأندلسية ارتكبوا فيها مجزرة بشعة أزهقوا فيها أرواح ثلاثين ألف مسلم .. فما أسباب سقوط جزيرة الإسلام؟
عندما استولى الإسبان على جزيرة ميورقة الأندلسية ارتكبوا فيها مجزرة بشعة أزهقوا فيها أرواح ثلاثين ألف مسلم .. فما أسباب سقوط جزيرة الإسلام؟
ميورقة واحدة من جزائر الأندلس الشرقية أو جزر البليار؛ وهي: ميورقة ومنورقة ويابسة، وتعتبر ميورقة أكبر هذه الجزر وعاصمتها، وقد كانت واقعة في دائرة الأطماع الصليبية الإسبانية لأسباب كثيرة.
وكان خايمي الأول ملك أراجون يحلم بضم هذه الجزر لمملكته؛ وقد أخذ في التفكير في كيفية إعداد حملة لميورقة خاصة أن تكلفتها ستكون باهظة، وهداه تفكيره الشيطاني لاستدعاء مجلس الرهبان الإسباني وعرض عليهم مشروعه لغزو ميورقة، وطلب منهم سن ضريبة جديدة في الممالك الأوربية؛ لتمويل الحملة ولاقت الفكرة قبولا عند القساوسة، وعرض أيضا أكابر الأشراف الإسبان الاشتراك في القتال فتعهد خايمي ملك أراجون بتقسيم الغنائم بينهم.
وفي 14 شوال 626هــ/4 سبتمبر 1229م خرجت الحملة الصليبية مكونة من 155 سفينة حربية وحوالي 16500 مقاتل بين فارس وراجل فضلا عن حشود المتطوعين الأوربيين.
وفي الوقت الذي وصلت فيه أخبار الحملة الصليبية إلى مسامع والي ميورقة أبي يحيى الموحدي حدث ما لم يكن في الحسبان؛ حيث قامت مجموعة من أعيان الجزيرة بتدبير محاولة للإطاحة به، وقد علم الوالي بخبر المحاولة فقبض على المتآمرين، وأعدمهم فورا مما أسخط عشائرهم عليه.
وكان من الأفضل عدم إعدامهم حتى لا يثور الناس نتيجة العصبيات، المشكلة أنه لم يمض على ذلك يومان أو ثلاثة حتى أقبلت سفن الصليبيين، فبادر أبو يحيى بتقليل النزاع وعفا عن باقي الخصوم، ولكن بعدما امتلأت قلوب عشائرهم بالضغائن.
دخلت السفن الصليبية مياه المسلمين ولم تستطع القوة المكلفة بحمايتها أن تقف أمام الصليبيين، ثم نزلت قوة صليبية من سبعمائة فارس وتحصنت بإحدى التلال ثم تبعتها قوة من فرسان دي مونكادا وهو من كبار أشراف إسبانيا، ثم وقعت أول معركة بين المسلمين والصليبيين انتهت بهزيمة الصليبيين، وقتل منهم عدد من الفرسان وفي مقدمتهم دي مونكادا وأخوه رامون.
بعد هذه الهزيمة اشتعلت قلوب الصليبيين حقدا على أهل الجزيرة، وضربوا حصارا شديدا على المدينة، وهاجم المسلمون على المعسكر الصليبي مرة أخرة بقوة حاولت أن تقطع إمدادات المياه عن المعسكر ولكن فشلت، وقتل أفرادها.
ثم حدث شيء قلب موازين الأحداث؛ فقد فر عدد من خصوم والي الجزيرة من مواقعهم، وقد شجع هذا الانسحاب الصليبيين على الضغط على المدينة أكثر، ومن ثم خاف الوالي من استباحة المدينة فأرسل إلى خايمي الأول يعرض عليه أموالا طائلة ليرجع عن المدينة ولكنه رفض.
وبعد ذلك الرفض عرض الوالي أبو يحيى على خايمي الأول تسليم المدينة على أن يسمح لأهلها بالخروج سالمين ومعهم متاعهم، ولكن خايمي رفض -أيضا- تحت ضغط الأشراف المشاركين معه؛ لأنهم كانوا يريدون الانتقام والاستيلاء على ثروات المدينة.
وبعد فترة من الحصار استطاع الصليبيون إحداث ثغرة في سور الجزيرة واقتحموها فلقيهم المسلمون في داخلها ودارت حرب شوارع مريرة.
ثم استولى الصليبيون على المدينة في 13صفر 627هــ/ 31 ديسمبر 1229م، وارتكبوا مجزرة بشعة أزهقوا فيها أرواح ثلاثين ألف مسلم, وتم القبض على الوالي أبي يحيى وأمر خايمي بتعذيبه, واستمر أبو يحيى تحت التعذيب طيلة خمسة وأربعين يومًا حتى مات.
وهكذا فقد المسلمون جزيرة ميورقة الزاهرة كبرى الجزائر الشرقية بعد أن حكموها أكثر من خمسة قرون وكان لسقوطها دوي هائل في أوربا؛ فقد أقام بابا روما قداسًا خاصًّا احتفالاً بسقوطها.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- خريطة بأسماء وأماكن مدن الأندلس القديمة
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- أول صورة لأتوبيس صناعة مصرية في عهد الملك فاروق
- موقف من حياة الحجاج بن يوسف الثقفي
التعليقات
إرسال تعليقك