ملخص المقال
لقد حفر التاريخ اسم أحمد بن طولون كمؤسِّس للدولة الطولونية التي قامت في مصر والشام والحجاز وكان لها العديد من الإنجازات الحضارية..
الدولة الطولونية في مصر والشام والحجاز من أبرز الدول التي ظهرت في الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني أو ما يسمى بعصر نفوذ الأتراك، وامتدت فترة حكمها من (254- 292هــ/ 868- 9055م).
ومؤسِّس هذه الدولة هو أحمد بن طولون الذي كان جنديًّا تركيًّا لدى العباسيين، وقد جاء إلى مصر نائبًا للوالي العباسي فيها، ثم نجح في الانفراد بالحكم، وبسط سلطانه على مصر والشام والحجاز.
وقد اهتم بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة وحقق العديد من الإنجازات الحضارية وهي كالآتي:
القطائع .. أسس أحمد بن طولون مدينة جديدة سنة 256هـ/ 870م، على جبل يشكر -الذي يعرف بقلعة الكبش- بين الفسطاط وتلال المقطم، وقد سميت المدينة الجديدة باسم القطائع؛ لأن كل طائفة من رجاله اتخذت لها قطيعة لسكانها، فيقال: قطيعة السودان، وقطيعة الروم، وبُنِيت فيها المساجد والطواحين والحمامات، حتى صارت القطائع مدينة كبيرة.
مسجد أحمد بن طولون .. أراد أحمد بن طولون أن يشيد مسجدًا جامعًا بالقطائع لا تأتي عليه النيران أو تهدمه مياه الفيضان، فحقَّق له المهندس رغبته، فبناه جميعه من الآجُرّ[1] الأحمر، ورفعه على دعامات من الآجر أيضًا، وقد استغرق بناؤه عامين.
البيمارستان .. أنشأ ابن طولون بيمارستانًا سنة (259هـ/ 872م) لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بين الطبقات والأديان، وجعل العلاج فيه دون مقابل، وألحق به صيدلية لصرف الأدوية.
القناطر .. شيَّد أحمد بن طولون في الجنوب الشرقي من القطائع قناطر للمياه، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ الذي بُني منه الجامع الطولوني، ولا تزال بقية من هذه القناطر باقية إلى اليوم في حي البساتين بالقاهرة.
مسجد التنور .. شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر (قلعة الكبش) يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور (فرن) فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد.
الزراعة .. اهتم أحمد بن طولون بالزراعة، فأصلح الترع والقنوات، وحمى الفلاحين من ظلم جباة الضرائب؛ مما أدَّى إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة، ووصول أسعار الحبوب إلى أدنى مستوى.
الصناعة .. ازدهرت الصناعة في عهد أحمد بن طولون ويأتي على رأس الصناعات كصناعة النسيج وبالتحديد صناعة الكتان، واشتُهِرَت مصر أيضًا بصناعة المنسوجات الصوفية، إضافة إلى المنسوجات المطرزة بالذهب.
إصلاح مقياس الروضة .. قام أحمد بن طولون بإصلاح مقياس النيل بالروضة، الذي أقامه والي مصر أسامة بن زيد التنوخي سنة 96هـ/ 715م لقياس ارتفاع منسوب مياه النيل، وما زال هذا المقياس موجودًا إلى اليوم في جزيرة منيل الروضة.
حصن الروضة .. شيد أحمد بن طولون حصنًا منيعًا بجزيرة منيل الروضة ليكون معقلاً له.
وقد أثنى على أحمد بن طولون المؤرخ ابن الأثير قائلاً : وكان عاقلاً حازمًا، كثير المعروف والصدقة، متدينًا، يحب العلماء وأهل الدين، وعمل كثيرًا من أعمال البر ومصالح المسلمين.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة البهنسا.. حكاية غزوة
- هل حاول أبو بكر الصديق أن يهاجر للحبشة منفردا؟
- قرار قطز بعد عين جالوت
- الماحي .. سلسلة أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم
- قصص الأنبياء| قصة نبي الله إبراهيم مع جبابرة الأرض في زمانه
التعليقات
إرسال تعليقك