ملخص المقال
من الآيات الكبرى التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج البيت المعمور ..
من الآيات الكبرى التي كانت في رحلة الإسراء والمعراج رؤية البيت المعمور؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ رُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ». وفي رواية مسلم: «ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ».
وقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم البيت المعمور مرتين خلال تلك الرحلة المباركة؛ الأولى بشكل عابر عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَلِّم على أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والثانية بشكل أتمَّ وأوضح بعد صعوده إلى سدرة المنتهى.
وكما يبدو أن حجم هذا البيت كبير للغاية، ولا شك أن بيتا يستوعب سبعين ألف ملك يوميا بيت عظيم جدا..
كما أنه من الآيات الكبرى؛ لأن الله تعالى أقسم به، وهو سبحانه لا يُقْسم إلا بعظيم؛ قال سبحانه: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 1 - 7].
كما أن البيت المعمور مكان مقدس كريم يجب على كل الملائكة أن يعبدوا الله فيه، وهذا يظهر من كلمة جبريل عليه السلام وهو يصف دخول الملائكة للبيت؛ حيث قال: آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ.
وهذا يعني أن هذا آخر ما على الملائكة من دخول، فقد كتب الله بذلك عليهم الدخول إلى البيت المعمور مرَّة واحدة فقط، وهذا يُذَكِّرنا بفريضة الحجِّ إلى بيت الله الحرام في الدنيا؛ حيث إنه كُتِب على المستطيع مرَّة واحدة في العمر، غير أننا يمكن أن ندخل البيت الحرام مرارًا بعد حجِّنا الأول؛ بينما لا يدخل الملائكة البيت المعمور إلا مرَّة واحدة فقط! قال جبريل عليه السلام: إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ.
ولعلَّ التفكير في عدد الملائكة التي خلقها الله تعالى يُلقي الرهبة والخشوع والخضوع لله سبحانه، فمنذ خلق الله البيت المعمور والملائكة تدخله، ومع ذلك فهم لا ينتهون..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلهِ..»[1].
للمزيد ..
د.راغب السرجاني .. من الآيات الكبرى في معراج النبي
[1] الترمذي: كتاب الزهد، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً". (2312)، واللفظ له، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (1722).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- حج إبراهيم عليه السلام
- قصة سليم قاهر الشيعة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- قصة قلعة صلاح الدين الأيوبي
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
التعليقات
إرسال تعليقك