ملخص المقال
للملائكة أسماء لا نعرف منها إلا القليل، وإليك الآيات الكريمة والسنة النبوية المطهرة التي ورد في كل منهما أسماء بعض الملائكة ووظائفهم..
للملائكة أسماء لا نعرف منها إلا القليل، وإليك الآيات الكريمة والسنة النبوية المطهرة التي ورد في كل منهما أسماء بعض الملائكة ووظائفهم:
جبريل وميكائيل:
قال تعالى: (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهدًى وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ - مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) [البقرة: 97-98].
وجبريل هو الروح الأمين المذكور في قوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [الشعراء: 193-194].
وهو الروح المعني في قوله: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) [القدر: 4].
وهو الروح الذي أرسله إلى مريم: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا) [مريم: 17].
إسرافيل:
ومن الملائكة إسرافيل الذي ينفخ في الصور، وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دعائه عندما يستفتح صلاته من الليل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
مالك:
ومنهم مالك خازن النار: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) [الزخرف: 77].
رضوان:
قال ابن كثير: "وخازن الجنَّة ملكٌ يقال له رضوان، جاء مصرَّحًا به في بعض الأحاديث".
منكر ونكير:
ومن الملائكة الذين سماهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- منكر ونكير، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر.
هاروت وماروت:
ومنهم ملكان سماهما الله باسم "هاروت وماروت" قال تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) [البقرة: 102].
ويبدو من سياق الآية أن الله بعثهما فتنة للناس في فترة من الفترات، وقد نُسجت حولهما في كتب التفسير وكتب التاريخ أساطير كثيرة، لم يثبت منها شيء في الكتاب والسنة، فيكتفى في معرفة أمرهما بما دلت عليه الآية الكريمة.
ملك الموت [عزرائيل]:
وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم عزرائيل، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن، ولا في الأحاديث الصحيحة.
فلا ينبغي لنا الجزم باسم عزائيل بالنفي ولا بالإثبات، بل الأفضل أن نُفوِّض الأمر إلى الله تعالى ونُسمِّيه بما سمَّاه الله تعالى به "ملك الموت"، حيث قال الله عز وجل: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [السجدة: 11].
رقيب وعتيد:
يذكر بعض العلماء أن من الملائكة من اسمه رقيب وعتيد، استدلالا بقوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ - مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17-18] .
وما ذكروه غير صحيح، فالرقيب والعتيد هنا وصفان للملكين اللذين يسجلان أعمال العباد، ومعنى رقيب وعتيد؛ أي: ملكان حاضران شاهدان، لا يغيبان عن العبد، وليس المراد أنهما اسمان للملكين.
حملة العرش:
العرش أعظم المخلوقات، محيط بالسماوات وفوقها، والرحمن مستو عليه، ويحمله من الملائكة ثمانية: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) [الحاقة: 17].
ملك الجبال:
وللجبال ملائكة، وقد أرسل الله ملك الجبال إلى عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- يستأمره في إهلاك أهل مكة، ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أنها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟. فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله عزّ وجل قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك الجبال، وسلّم علي، ثمّ قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".
الموكلون بالقطر والنبات والأرزاق:
يقول ابن كثير: "ميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، يصرفون الرياح والسحاب، كما يشاء الرب جلّ جلاله.
ومن الملائكة ما هو موكل بالسحاب، ففي سنن الترمذي عن ابن عباس: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله"، وقد يسقي بلادا دون بلاد، أو قرية دون أخرى، وقد يؤمر بأن يسقي زرع رجل واحد دون سواه، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان؛ فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءَه في حرّة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لِمَ تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه".
وعلى كل فالملائكة موكلون بالسماوات والأرض، فكل حركة في العالم فهي ناشئة عن الملائكة، كما قال تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أمراً) [النازعات: 5]، وقال: (فَالْمُقَسِّمَاتِ أمراً) [الذاريات: 4]، ويزعم المكذبون للرسل المنكرون للخالق أن النجوم هي التي تقوم بذلك كله، وكذبوا، فالذي يدبر ذلك كله الملائكة بأمر الله تعالى، كما قال تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا - فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا - وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا - فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا - فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا) [المرسلات: 1-5].
وقال: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا - وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا - وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا - فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا - فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) [النازعات: 1-5]، وقال: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا - فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا - فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) [الصافّات: 1-3].
فكل هذه الآيات حديث عن الملائكة حال قيامها بتدبير شئون السماوات والأرض.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- حول كلمة التوحيد .. أركانها وشروطها ونواقضها
- قصة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور
- قصة الأبرص والأقرع والأعمى
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
التعليقات
إرسال تعليقك