ملخص المقال
كثيرًا ما نسمع من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبدأ أو ينتهي بقوله: "ليس منا".. وبالطبع هي لفظة نهي وتوبيخ شديد لمن يقع في تلك الأخطاء.. نذكر لكم
كثيرًا ما نسمع من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبدأ أو ينتهي بقوله: "ليس منا"..
وبالطبع هي لفظة نهي وتوبيخ شديد لمن يقع في تلك الأخطاء التي يحذرنا منها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.. ولكنها تعني: أنه ليس على منهجنا ولا متبع لطريقتنا.
ومع أن قوله: "لَيْسَ مِنَّا" باتفاق العلماء ليس المقصود منها الخروج من الملة وتكفير من يقع في الفعل، وذلك لأن كل التحذيرات المقترنة بها معاصي وقد تكون من الكبائر، ولكنها بالطبع غير مخرجة من الملة ويمكن التوبة منها ما دام لم يشرك صاحبها.. فيقول الإمام النووي رحمه الله: "معناه عند أهل العلم أنه ليس ممن اهتدى بهدينا واقتدى بعلمنا وعملنا وحسن طريقتنا، كما يقول الرجل لولده إذا لم يرض فعله: لست مني، وهكذا القول في كل الأحاديث الواردة بنحو هذا القول كقوله صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا وأشباهه...".
ولكن من المؤكد ليس من العقل والدين أن يتراخي المسلم في إتيان هذه الأفعال؛ لأن تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم منها بمثابة وعيد وتهديد شديد اللهجة لا يمكن لعاقل أبدًا أن يتهاون فيه، فكيف ندَّعي حبَّه صلى الله عليه وسلم ونخالف أمره؟!
من قيل فيهم "ليس منا":
1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، أَوْ شَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» [صحيح مسلم][1].
وفي معنى "أو دعا بدعوى الجاهلية" قال القاضي عياض: هي النياحة، وندبة الميت، والدعاء بالويل، وشبهه..
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا". [صحيح البخاري][2]. وفي رواية: "من سل علينا السيف فليس منا". [صحيح مسلم][3].
3- عن أبي ذر أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا ليْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ". [صحيح مسلم][4].
قال محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه: "(ليس من رجل ادعى لغير أبيه): فيه تأويلان؛ أحدهما أنَّه في حقِّ المستحيل، والثاني كفر النعمة والإحسان وحق الله تعالى وحق أبيه، وليس المراد الكفر الذي يُخرجه من ملَّة الإسلام، والتعبير بالرجل جرى مجرى الغالب وإلا فالمرأة كذلك، (حار عليه): باء ورجع".
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْىَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا أَوْ قَدْ عَصَى" [صحيح مسلم][5].
5- "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ". [صحيح البخاري][6].
6- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ». قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَىْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّى». [صحيح مسلم][7].
7- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفُ حَقَّ كَبِيرَنَا" [مسند أحمد][8].
8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وَمَنْ سَلَقَ وَمَنْ خَرَقَ" [سنن أبي داود][9].
المقصود بقوله: (ليس منا من سلق): من رفع صوته بالمصيبة، (وحلق): حلق الرأس بسبب المصيبة، (وخرق): خرق الثوب وشقَّه بسبب المصيبة.
9- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا" [مسند أحمد][10].
و(خبب) تعني: أفسد وخدع.
10- عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» [الترمذي][11].
[1] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب، (103).
[2] صحيح البخاري: كتاب الفتن، باب باب قول النبي صلى الله عليه و سلم (من حمل علينا السلاح فليس منا)، (6480).
[3] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله، (99).
[4] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، (61).
[5] صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه، (1919).
[6] صحيح البخاري: كتاب العلم، باب قول الله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور...}، (7089).
[7] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا، (102).
[8] مسند أحمد: (6733)، 2/185. قال شعيب الأرناءوط: صحيح.
[9] سنن أبي داود: (3130)، 3/194، قال الألباني: صحيح.
[10] مسند أحمد: (23030)، 5/352. قال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
[11] سنن الترمذي: (2761)، 5/93. قال أحمد شاكر: هذا حديث حسن صحيح.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة وضع الحجر الأسود
- أشهر السرقات العلمية في تاريخ الغرب
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
التعليقات
إرسال تعليقك