ملخص المقال
البتراء أو البترا هي مدينةٌ تاريخيةٌ تقع جنوب الأردن في محافظة معان، سُميَّت أيضًا بالمدينة الوردية نسبة إلى ألوان صخورها الوردية..
البتراء أو البترا هي مدينةٌ تاريخيةٌ تقع جنوب الأردن في محافظة معان، سُمِّيَت بالمدينة الوردية نسبةً إلى ألوان صخورها الوردية، وأُطلِق عليها المدينة المفقودة نظرًا لأنها غابت لفتراتٍ طويلةٍ عن التاريخ حتى اكْتُشفت مرتين، أُسسَت كمنطقةٍ تجاريةٍ من قبل الأنباط الذين ازدهروا في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.
كانت مدينة البتراء قديمًا عاصمة دولة الأنباط، والتي دامت مملكتهم ما بين 400 ق.م وحتى 106م، وفي عام 300 ق.م حقق الأنباط السيطرة الكاملة على المنطقة، وبنوا فيها مستعمرةً حضريةً لأنفسهم، وقاموا بنحت أحيائهم ومبانيهم السكنية الخاصة في الصخور، وكان يعيش فيها من السكان ما يقارب 30,000 نسمة، حتى أصبحت مدينةً ذات أهميةٍ اقتصاديةٍ ومركزٍ تجاريٍ قوي، إلا أن نهاية دولة الأنباط كانت على يد الرومان الذين حاصرو البتراء ومنعوا عنها مصادر المياه حتى سيطروا عليها وبنوا بها أبنيتهم الخاصة.
وقد حكم مدينة البتراء العديد من الحضارات، منها اليونانيون قبل الأنباط في عام 312 ق.م، والرومانيون عام 106م، ومن ثم البيزنطيون لمدة 300 عام، حتى أصبحت في القرن الثامن الميلادي خاليةً من أهلها بسبب الزلزال الذي أصابها عام 748م، وبعد ذلك استولى عليها الصليبيون عام 1100م وشيَّدوا بها قلعتين، ودخلها المماليك وبنو فيها مقامًا للنبي هارون، وفي الفترة العثمانية دخلت المدينة في سباتٍ طويلٍ حتى أُعيد اكتشافها عام 1812م، حيث اكْتُشفت مع بدء رحلات المستشرقين للوطن العربي في القرن التاسع عشر، على يد المستشرق السويسرى يوهان لودفيغ بركهارت، الذي تعلَّم اللغة العربية ودرس الإسلام في سوريا، وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828م والمعروف باسم "رحلات في سوريا والديار المقدسة" على صور للبتراء.
تضم مدينة البتراء العديد من المعالم الأثرية التي تُميِّزها عن غيرها من المدن، حيث اكْتُشف الكثير من المواقع الأثرية فيها، أي ما يقارب 3,000 معلم أثري، وتُشكِّل المعالم المعروفة منها حوالي 800 معلمًا، ومن أهمها:
السيق
وهو الطريق الرئيسي لمدينة البتراء، وهو عبارةٌ عن شقٍ صخريٍ طوله حوالي 1200 متر، وعرضه يتراوح من 3-12 متر، كما يصل ارتفاعه إلى حوالي 80 متر، يبدأ السيق عند السد وينتهي في الجهة المقابلة للخزنة.
الخزنة
هو مبنى أثريٌ محفورٌ بالصخر، وهو من أشهر معالم البتراء وأكثرها أهمية، ويعود تاريخه الى القرن الأول قبل الميلاد، حيث إنه أول معْلم يواجه الزائر بعد دخوله من السيق، وقد يصل ارتفاعه إلى 40 مترا، كما أنه مُزيَّن بالتيجان الكورنثية والأفاريز والأشكال المزخرفة، حيث يُتوَّج مبنى الخزنة بجرة يحتوي بداخلها كنوز فرعونية حسب الاعتقادات المحلية.
المعبد الكبير
هو من أهم المواقع الأثرية الرئيسة في مدينة البتراء، وكان المعبد الكبير قيد الاستخدام حتى مرحلة ما أواخر العصر البيزنطي.
مسرح البتراء
هو من أكبر المباني الموجودة في المدينة، وتم نحته من صخور الجبال، يتكون من ثلاثة صفوف من المقاعد المفصولة بممرات، ومن سبعة سلالم للصعود إلى قاعة المسرح، ومن الممكن أن يستوعب 4000 متفرج.
شارع الواجهات
هو اسمٌ يُطلق على صف المقابر النبطية الضخمة المنحوتة في المنحدر الجنوبي الواقع بعد الخزنة والقريب من السيق الخارجي.
قصر البنت
هو معبدٌ نبطيٌ من القرن الأول قبل الميلاد، يصل ارتفاعه الى 23 مترًا، يحيط به بريبولوس -وهي منطقة مُحاطة بجدار، أُضيفت إليه مقاعد في عهد الملك حارث الرابع، كما يشير بوجود كتاباتٍ منقوشةٍ بين هذه المقاعد.
اختيرت مدينة البتراء الأردنية ضمن لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة التي أُعدت بعد عملية تصويتٍ شعبيٍ استمرت عدة أشهر، وشارك فيها نحو 70 مليون شخص من العالم، حيث تُشكِّل المدينة عنصرًا هامًا في صناعة السياحة في الأردن، لتميُّزها بفن الإبداع المعماري الفريد الذي لا يوجد له مثيل في العالم، وهي مقصدٌ سياحيٌ لأعدادٍ كبيرةٍ من السياح الذين يزورون الأردن.
المراجع:
- اليوم السابع.
- سطور.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة البيت المعمور الذي رآه الرسول في الإسراء والمعراج
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- أيهما أصح .. شهر ربيع الثاني أم الآخر؟
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- باحث أردني يكشف عن مكان يأجوج ومأجوج
التعليقات
إرسال تعليقك