ملخص المقال

ظهر في العالم الإسلامي بعد عصر فقهاء التابعين تلاميذُهم، وهم فقهاء تابعي التابعين، وقد بدأ في هذا العصر ظهور الأئمة المجتهدين الكبار، وتكوُّنُ المذاهب الفقهية التي لها أتباع من تلاميذهم الفقهاء، والمصحوبة بتدوين فقه هذه المذاهب.
ففي هذا العهد ذاع صيت الأئمة الأربعة (أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد) فهم الذين طوّروا الفقه واعترف لهم جمهور الأئمة بالإمامة والاجتهاد.
أولهم أبوحنيفة النعمان بن ثابت، والذي ولد في الكوفة سنة 80هـ، وتُوُفِّيَ سنة 150هـ. وهو من واضعي أسس علم الفقه، وهو لم يضع أسس هذا العلم من فراغ وإنما هو عالم بكتاب الله وسنة رسوله، واسع الاطلاع في شئون الدين والدنيا، فقد تتلمذ على كبار أئمة التابعين.
وقد حدَّد الإمام أبو حنيفة بنفسه مصادر فقهه ومنهجه في الإفتاء بقوله: "آخذ بكتاب الله، فما لم أجد فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول مَن شئتُ منهم، وأَدَعُ مَن شئتُ منهم، ولا أَخْرُج من قولهم إلى قول غيرهم.."
غير أن أبا حنيفة تميَّز بطريقة خاصة في الاجتهاد واستنباط الأحكام لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تُشير إليها، وتتعمَّق في مقاصدها.
وثاني هؤلاء الأئمة هو مالك بن أنس الأصبحي، الذي ولد سنة 93هـ، وتُوُفِّيَ سنة 179هـ، وعاش في المدينة المنورة، واشتهر بكتابه (الموطَّأ).
قال مالك: عرضتُ كتابي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة، فكلهم واطأني عليه؛ فسمَّيْتُه "الموطَّأ" وهذا ما جعل تسمية الموطَّأ من المواطأة أي الموافقة.
وثالث هؤلاء الأئمة هو محمد بن إدريس الشافعي، الذي وُلِدَ في غزة بفلسطين سنة 150هـ، وتُوُفِّيَ في مصر سنة 204هـ، وقد وضع مذهبه الجديد فيها.
ومن أشهر كتبه هو "الرسالة" وهو أوَّل كتاب منظَّم في أصول الفقه وفي أصول الحديث،وقد تناول الشافعي في هذه الرسالة مصادر الأحكام الرئيسية: القرآن الكريم والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، والاجتهاد.
أما رابع هؤلاء الأئمة فهو أحمد بن حنبل الشيباني، الذي وُلِدَ في بغداد سنة 164هـ، وتُوُفِّيَ فيها سنة 241هـ.
ويُعَدُّ الأَثَرُ أساس اجتهاد الإمام أحمد رحمه الله، ولا يَعْدِل عنه إلى القياس حتى يستنفد النصوص، ثم اجتهاد الصحابة، وإذا كان للصحابة رأيانِ رجَّح بينهما أو أقرَّ الرأيين معًا.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- إنفوجرافيك | غزوة بدر الكبرى
- قصة وضع الحجر الأسود
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- دراسة | الناس أكثر سعادة بدون فيسبوك
- قصة البهنسا.. حكاية غزوة
التعليقات
إرسال تعليقك