ملخص المقال
ارتبط تاريخ التعليم في الإسلام بالمسجد؛ فهو المركز الرئيسي للتثقيف، وهو أحد أهمِّ دور التعليم. وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة مكانًا للدراسة فكانت تُعْقَد فيه حلقات العلم، وكان فيه عِدَّة زوايا يتَّخِذُها الطلاب للنسخ والدرس.
وكانت حلق العلم في المسجد بمنزلة نظام التعليم العالي في وقتنا الحاضر، وقد كانت كل طوائف المجتمع الإسلامي حريصة على الإقبال على العلم، حتى المجتهدون والعلماء وعِلية القوم منهم كانوا يُقبلون على هذه الحلق.
وقد كان للصحابة حلقات للعلم في المسجد النبوي؛ منها حلقة عمر بن الخطاب في مسجد المدينة وكانوا يتدارسون فيها فضائل القرآن، وكان لأبي هريرة حلقة في المسجد النبوي يُعلِّم فيها الحديث، وكانت هذه الحلقة تعكس سعة حفظ أبي هريرة، ومن الحلقات المعروفة آنذاك في المسجد النبوي حلقة الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري وحلقة البراء بن عازب، وكذلك كان لمعاذ بن جبل حلقة شهيرة في مسجد دمشق.
وكانت أشهر الحلق في المسجد الحرام لحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وكانت هذه الحلقة بعد موته لعطاء بن أبي رباح.
ولم يكن ينظر لسن المعلم في هذه الحلقات، إنما كان ينظر لفقهه وعلمه، ومن الحلق التي كانت تشد إليها الرحال حلقة نافع بن عبدالرحمن القارئ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان طلاب العلم يؤمونها من كافة بقاع العالم الإسلامي؛ حيث كانت في قراءة وتعلم كتاب الله، ومن أشهر طلاب هذه الحلقة الإمام ورش أحد القراء المشهورين.
وكما كان يحكي الإمام أبو حنيفة النعمان عن ذهابه لحلقة عبد الله بن جزء الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وكانت من الحلقات العظيمة.
وفي مسجد بغداد كان هناك ما يزيد على أربعين حلقة، ثم جمعت في حلقة الإمام الشافعي لعلمه الغزير، وفي مصر كان الإمام الشافعي يلتقي مع طلابه في مسجد عمرو بن العاص.
وقد اشتهرت حلق الإمام أبي الوليد الباجي في كافة أنحاء الأندلس، بعد رحلته إلى المشرق؛ حيث أصبحت له شخصية المحدث الحافظ، وتأهل بحق ليكون إمام المحدثين بالأندلس ثم استوطن مدينة ميورقة ودرس العلم بها وبإشبيلية، وقرأ الموطأ بمرسية، وسمع منه الجم الغفير صحيح البخاري في غيرها من المدن الأندلسية.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة وضع الحجر الأسود
- ابن سندر.. وصية رسول الله
التعليقات
إرسال تعليقك