ملخص المقال
أول ميليشيا صليبية تأسست من قبل الحملة الصليبية الأولى على العالم الإسلامي
عندما وجدت الحملة الصليبية الأولى نفسها مضطرة لتوزيع طاقاتها للدفاع عن إمارة أنطاكية الصليبية، إضافةً إلى مملكة بيت المقدس الصليبية، وصار أعداؤها كثيرين؛ مما دفع مملكة بيت المقدس إلى محاولة تكوين ميليشيا عسكرية شرسة ثابتة تضمن الحفاظ على الأمن وسط كل هذه الأزمات؛ ومن ثَمَّ كان تكوين ميليشيا "الإسبتارية" و "الداوية"! وهما من أول وأخطر الميليشيات العسكرية الصليبية مطلقًا!
أمَّا الإسبتارية فهي هيئة تأسَّست قبل الحروب الصليبية بعدَّة سنوات؛ أسَّسها بعض التجار النصارى الأوربيين كجمعية تهدف إلى علاج الحُجَّاج النصارى الفقراء مجانًا وكانت بجوار كنيسة القيامة ببيت المقدس.
وأُطلق على العاملين بهذه الهيئة اسم (فرسان المستشفى Hospitallers، الذي حُرِّف بعد ذلك في العربية إلى "الإسبتارية".
وكان هؤلاء الإسبتارية يتبعون بابا روما مباشرة، وكانت لهم بذلك استقلالية خاصة، وقد قَدَّموا الكثير من المعونات للصليبيين عند احتلالهم القدس بحكم خبرتهم بالبلاد، وقد بدأ الصليبيون يشعرون بقيمة الميلشيا فأغدقوا عليهم الأموال.
وفي عهد بلدوين الثاني حاكم مملكة بيت المقدس، ونتيجة للظروف الصعبة التي كانت في بداية عهده عمل على تشجيع ميليشيا الإسبتارية وتقويتهم؛ ومن ثَمَّ عَظُم شأنهم جدًّا، وصارت لهم مهام عسكرية خالصة.
وبالإضافة إلى ميليشيا الإسبتارية أسست هيئة أخرى خطيرة هي هيئة "الداوية"، وقد تأسَّست هذه الهيئة على أساس عسكريٍّ من البداية، ومؤسِّسها قائد فرنسي اسمه هوجو دي باينز، وقد اختار هذا الفارس جزءًا من المسجد الأقصى، والذي يُطْلِق عليه اليهود اسم هيكل سليمان؛ ليُؤَسِّس فيه هذه الميليشيا، وقد عرفوا بعد ذلك بفرسان المعبد Templars، نسبة إلى معبد داود، وعُرفوا أيضا بالداوية نسبة إلى داود وقد تطورت مهامها إلى أن أصبحت شريكًا في العمليات العسكرية الخطيرة في الشام.
وقد أصبحت هذه الميليشيات بمثابة قوَّة حربية دائمة لمملكة بيت المقدس الصليبية، وصار لهم من السلطات ما يجعلهم في كثير من الأحيان مستقلِّين تمامًا عن سلطة ملك بيت المقدس شخصيًّا أو أسقفية بيت المقدس ولم يكن لهذه الميليشيات المجرمة أي نوع من الأخلاق أو الالتزام بالعهود في قتالهم مع المسلمين أو غير المسلمين.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- حكايات أندلسية | قصص الفروسية وأثرها على الأدب العالمي
- من هو المقوقس؟ وما معنى تلك الكلمة؟
- قصة العثماني البطل .. آخر حراس المسجد الأقصى
التعليقات
إرسال تعليقك