ملخص المقال

رحلة سريعة إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل بالقاهرة..
قلعة صلاح الدين أو قلعة الجبل سميت بهذا الاسم ؛ لكونها بُنيت فوق مرتفع يتصل بجبل المقطم، بناها القائد صلاح الدين الأيوبي لحماية القاهرة؛ ولتكون مقرًا لسكنه؛ ولذلك نسبت إليه.
وتقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في الحي الذي يعرف باسمها "القلعة"، وهو من مناطق قسم الخليفة بالقاهرة، وقد أقيمت على إحدى الربى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة؛ حيث ترى من الطريق المعروف حاليا باسم صلاح سالم.
وكانت قلعة صلاح الدين قديما تقع على قطعة من الجبل تتصل بجبل المقطم وتشرف على القاهرة ومصر والنيل والقرافة؛ حيث كانت تطل على مدينة القاهرة العبيدية -الفاطمية- من الجهة الشمالية ومدينة الفسطاط والقرافة الكبرى، وبركة الحبش من الجهة الجنوبية الغربية، بينما يقع النيل فى الجهة الغربية منها، وجبل المقطم من ورائها من الجهة الشرقية.
ولقد كان السلطان الناصر صلاح الدين أول من فكر ببناء القلعة فى عام 572هـ/1176م، وأقام على عمارتها الأمير بهاء الدين قراقوش فشرع في بنائها.
ولقد مات صلاح الدين في عام 589هـ/1193م. ولم ينته بناء القلعة، إلى أن كانت سلطنة الملك الكامل محمد بن الملك العادل، فأتم بناءها، وذلك في عام 604هـ/1207م وقد تحولت القلعة إلى مدينة كاملة بعد ذلك.
ويجد الزائر أول ما يقابله عند الدخول من باب صلاح سالم ساحة كبيرة عرفت بالحوش السلطاني أو الساحة الملكية كانت تقع بها أبنية قديمة مملوكية، قام محمد على باشا بتجديد المباني الواقعة بها.
وقد وضع بهاء الدين قراقوش القلعة على جهتين أولاهما الجهة الشمالية وتضم الحصن الحربي وتوجد بها أبراج بارزة، والجهة الجنوبية وتضم القصور والاصطبلات.
وفيها كذلك قسمان رئيسيان، القسم الشمالي كحامية عسكرية، تحيطها أسوار في الاتجاهين الشمالي والشرقي، تم بناؤها في عهد صلاح الدين وعهد أخيه العادل، وهي تضم أبراجا، الأولى بنيت في عهد صلاح الدين والثانية بناها العادل، أما القسم الجنوبي الغربي من القلعة فقد خصص لقصر الحكم ومقر الوالي.
والقلعة تنقسم إلى ساحتين بواسطة سورين مختلفين، أحدهما شمالي وهو الذي يسميه المؤرخون قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل. أما السور الجنوبي فيطلق عليه اسم القلعة.
وهذان السوران يكوِّنان الساحة الشمالية والساحة الجنوبية ويفصل بينهما حائط الرقبة، وعلى كل طرف من أطراف هذا الحائط أبراج وفى وسط الحائط باب القلة.
ولقلعة الجبل بابان؛ أحدهما الباب الأعظم المواجه للقاهرة أو الباب المدرج، والباب الثاني باب القرافة يواجه المقطم.
وكان للقلعة باب ثالث هو باب السر، يختص بالدخول والخروج منه أكابر الأمراء وقد حلت محلها أبواب جديدة جددت في عصر محمد علي باشا.
والأبواب الرئيسية للقلعة حاليا هي باب المقطم، وعُرف بهذا الاسم لمجاورته لبرج المقطم الذي يرجع تاريخه إلى العصر العثماني، كما عرف هذا الباب باسم باب الجبل لإشرافه على باب جبل المقطم، أما حاليًا فإنه يعرف باسم بوابة صلاح سالم. وقد تم سد هذا الباب في فترة من الفترات.
وقد مهَّد محمد علي طريقًا من باب الجبل إلى قلعته بالمقطم، أما حاليًا فقد تم شق هذا الطريق وقطعه بطريق صلاح سالم وسكة حديد مصر حلوان والأتوستراد.
ولقد ضاعت معالم هذا الباب كما تم هدم جزء كبير من السور والشرفات وكذلك هدم جزء كبير من السلالم التي كانت توصل إلى أعلى السور الشمالي وبرج المقطم عند شق طريق صلاح سالم سنة 1955م وفتح الباب الحالي الذي يدخل منه للقلعة من جهة صلاح سالم والمجاور للباب الذي قام ببنائه محمد يكن باشا.
وقد بدأ محمد علي باشا في بناء الباب الجديد 1242هـ=1827م؛ لأنه رأى أن كلا من الباب المدرج وباب الانكشارية لا يصلحان لمرور العربات والمدافع، فبنى بدلا منها الباب الجديد ومهد له طريقا منحدرة لتسهيل الصعود إلى القلعة والنزول منها، وهذا الطريق يعرف اليوم باسم شارع الباب الجديد أو سكة المحجر ويقع في الناحية الغربية منها دار المحفوظات القديمة دفتر خانة القلعة وباب الإنكشارية.
كذلك قام الوالي سليمان باشا العثماني بإقامة مبان؛ من بينها جامع سارية الجبل أو جامع سليمان باشا الخادم. ويعد جامع محمد علي أكثر معالم القلعة شهرة، وفي الركن الغربي القبلي من المسجد يوجد ضريح محمد علي.
كذلك يوجد بالقلعة قصور الحريم، وهي تتكون من ثلاثة قصور بنيت بشكل منفصل عن بعضها، لكنها تتحد في الطابق الأرضي.
عرفت هذه القصور بطريق الخطأ بقصور الحريم؛ حيث إنّها خصصت لكثير من الأغراض، ومنها إسكان اليتامى من عائلة محمد علي باشا وأمراء المماليك، وتضم اليوم المتحف الحربي المصري، وهو يحكي قصة العسكرية المصرية من العصر الفرعوني إلى يومنا هذا في عرض شائق.
كما بنى محمد علي قصرًا آخر لزوجاته وليكون مقرًا للحكم أسماه "قصر الجوهرة" وقد أقامه على أطلال مملوكية قديمة. وفي العصر الأيوبي قام بهاء الدين قراقوش بحفر بئر ماء في الصخر، حملت اسم "بئر يوسف" نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، والتي لا تزال موجودة حتى الآن ولا تستعمل.
وقد بني بالقلعة عدد من الدواوين مثل "الأنتيكخانة" لحفظ الوثائق الرسمية، ودار لسك العملة والطباعة، وبين أسوار القلعة يمكنك أيضًا زيارة مسجدين آخرين هما جامع السلطان الناصر محمد بن قلاوون ويوجد في وسط القلعة تقريبا. بالقرب من هذين المسجدين ترى متحف الشرطة الذي كان سجنا حربيا تم إنشاؤه بقرار جمهوري عام 1968م على أنقاض أحد سجون المماليك، حتى افتتح في أكتوبر 1984م كمتحف لتاريخ الشرطة.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- إنفوجرافيك | غزوة بدر الكبرى
- قصة وضع الحجر الأسود
- قصة إسلام الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن
- قصة ساعة هارون الرشيد التي أثارت الجدل في مونديال قطر
- جنت على نفسها براقش .. من براقش؟
التعليقات
إرسال تعليقك