ملخص المقال

الحملة الصليبية السابعة هي آخر حملة صليبية لأوربا الغربية بقيادة لويس التاسع على الشرق الإسلامي
في سنة 642هـ/ 1244م بدأ التلويح بحملة صليبية جديدة على الشرق الإسلامي بعد استعادة السلطان الصالح نجم الدين أيوب والمماليك الخوارزمية لبيت المقدس؛ فقد جرت الاتصالات بين البابا إنوسنت الرابع ولويس التاسع ملك فرنسا للتنسيق والإعداد لحملة صليبية جديدة.
ولم يكن هدف هذه الحملة السيطرة على بيت المقدس فقط، وإنما سعت إلى تكوين حِلف مغولي- صليبي؛ بهدف تطويق العالم الإسلامي والقضاء عليه، ولكن مشروع هذا الحلف فشل؛ لأن المغول كانت لهم أحلامهم الخاصة بالسيادة على العالم.
وفي خريف سنة ٦٤٦هـ/ ١٢٤٨م أبحر الأسطول الصليبي من ميناء مرسيليا الفرنسي إلى قبرص، وعندما وصلت الأنباء عن قرب قدوم الحملة إلى السلطان نجم الدين أيوب عاد مسرعا من الشام إلى مصر لكي ينظم وسائل الدفاع عنها.
أقلع الأسطول الصليبي تجاه الشواطئ المصرية ونزل الصليبيون عند دمياط، وأمامهم قائدهم لويس التاسع ملك فرنسا، وعلى الجانب الآخر بثت إشاعات في المعسكر الإسلامي بقيادة فخر الدين بن شيخ الشيوخ تتحدث عن موت السلطان الصالح أيوب؛ مما دفع الأمير فخر الدين للفرار وفي أعقابه فرَّ الجنود وسقطت دمياط دون قتال.
في المقابل استقبل السلطان المريض الصالح أيوب أنباء سقوط دمياط التي بذل جهدًا في تحصينها بمزيج من الألم والغضب الشديد، ثم اتخذ قرارا عسكريا مهما بنقل معسكره إلى المنصورة التي لعبت دورا حاسما في صد تلك الحملة، ومنها بدأت حرب عصابات شارك فيها المصريون جميعًا، وكثرت أعداد الأسرى الصليبيين الذين تخطَّفتهم أيادي اﻟﻤﺠاهدين، وتعددت مواكب الأسرى في شوارع القاهرة، ثم جاءت قوات إسلامية أخرى من بلاد الشام لمساندة المصريين.
وفي خضم هذه الأحداث توفِّي السلطان الصالح نجم الدين أيوب الإثنين ١٤ شعبان سنة ٦٤٧هـ/ ٢٠ من نوفمبر ١٢٤٩م، وأخفت زوجته شجر الدر نبأ وفاته؛ لكي لا تتأثر معنويات الجيش، وأرسلت في استدعاء ابنه توران شاه وكان بالقرب من العراق لإدارة سير العمليات، واشتدت المقاومة مرة أخرى ضد القوات الصليبية.
وبعد عِدَّة تطورات كانت بعض طلائع الصليبيين تتقدم نحو مدينة المنصورة في سرعة، ولكن الأمير ركن الدين بيبرس ومعه المماليك البحرية كان قد نظَّم الدفاع عن المدينة بشكل جيد، واستطاعوا قتل عدد كبير من الصليبيين بينهم مجموعة من النبلاء، ولم ينجح في الهرب سوى عدد قليل من الفرسان ليلقوا حتفهم غرقًا في مياه النيل.
وفي سنة محرم ٦٤٨هـ/ أبريل١٢٥٠م دارت معركة رهيبة أخرى قرب فارسكور قضت على الجيش الصليبي تماما ، وتم أسر لويس التاسع نفسه؛ حيث بقي سجينًا فترة من الزمان حتى أُفرِجَ عنه لقاء فدية كبيرة، مقابل الجلاء عن دمياط.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- خريطة بأسماء وأماكن مدن الأندلس القديمة
- لماذا أحب العلماء الوقف الإسلامي؟
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك