ملخص المقال

عالم الحيل الهندسية بديع الزمان أبي العز إسماعيل الجزري هو أول من اخترع الإنسان الآلي في التاريخ
أبدع علماء الحضارة الإسلامية عددا من الاختراعات الميكانيكية الصعبة، ولم يكتفوا بهذا بل أضافوا لها بعدا جماليا لا يقل أهمية عن الآلة نفسها، فلم تكن مهمة المسلمين في العلوم التقنية تقف عند حد إقامة المآذن والقباب والقناطر والسدود فقط.
وإنما كان هناك أيضًا ذلك الإبداع الذي ظهر فيه الحسُّ الجمالي للعالِمِ المسلم، وبرزت فيه أيضًا مقدرته على تسخير ذلك النوع من العلوم؛ لتحقيق الراحة وإدخال البهجة على القلب.
وإذا كان العالم قد دخل فيما أُطْلِقَ عليه (عصر الإنسان الآلي)، وذلك بعد أن حقَّقَتْ تكنولوجيا الإنسان الآلي تقدما سريعا على مدى السنوات القليلة الماضية، فإن مصادرنا الإسلامية تشير إلى أن البداية في ذلك كانت في عصر الحضارة الإسلامية.
وقد كان ذلك على يد عالم الحيل الهندسية بديع الزمان إسماعيل بن الرزاز الجزري، الذي عاش في القرن السادس للهجرة؛ فهو أَول من اخترع الإنسان الآلي المتحرك للخدمة في المنزل؛ حيث طلب منه الخليفة أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء، فصنع له "الجزري" آلة على هيئة غلام منتصب القامة، وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصلاة يُصَفِّر الطائر، ثم يتقدَّمُ الخادم نحو سيِّدِه، ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يغرد!!
وقد ذكر ذلك "الجزري" في كتابه الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل، وقد ترجم دونالد هيل هذا الكتاب إلى الإنجليزية عام (1974م)، ووصفه مؤرخ العلم (جورج سارتون) بأنه أكثر الكتب من نوعه وضوحًا، ويمكن اعتباره الذروة في هذا النوع من الإنجازات التقنية للمسلمين.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أسباب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
- كم مرة ذكرت كلمة العلم في القرآن ؟
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- لماذا قال الإمام مسلم «دعني حتى أقبل رجليك»؟
- إنفوجرافيك | قصة السلطان محمد الفاتح
التعليقات
إرسال تعليقك