ملخص المقال

معاهدة البقط هي أول معاهدة في التاريخ بين المسلمين الفاتحين وأهل النوبة .. ما قصتها؟ وأهم بنودها؟
توالت محاولات المسلمين لفتح النوبة في ولاية عمرو بن العاص لمصر، لكنها استعصت على الفتح نحو عشر سنين، ثم كانت ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح لمصر فى عهد الخليفة عثمان بن عفان سنة 25هـ؛ حيث هاجم أهل النوبة صعيد مصر, فما كان من ابن أبي سرح إلا أن خرج في جيش تعداده عشرون ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها.
وفي النهاية بعد حصار طويل استسلم أهل النوبة وسألوا الصلح، فأجابهم المسلمون إلى هدنة عرفت باسم معاهدة البقط، وكان هذا الصلح في رمضان سنة 31هـ؛ وهي أشبه بمعاهدة اقتصادية بين مصر وبلاد النوبة.
فهي في واقع الأمر عبارة عن هدنة أمان وضعت بلاد النوبة في وضع فريد، وقد شكلت هذه الاتفاقية طبيعة العلاقات بين مصر وبلاد النوبة طيلة ستة قرون تلت المعاهدة.
وبمعاهدة البقط دخل الإسلام النوبة، فلم يمض إلا زمن قليل ليسلم أهل النوبة كلهم، وكان صلح عبد الله بن سعد بن أبى سرح مع أهلها فتحا حقيقيا، أنهى كل قتال سبقه بين النوبة وبين المسلمين.
وكانت بنود معاهدة البقط كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
عهد من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعظيم النوبة ولجميع أهل مملكته: عهد عقده على الكبير والصغير من أهل النوبة، من حدّ أرض أسوان إلى حد أرض علوة. إن عبد الله بن سعد جعل لهم أمانا وهدنة، جارية بينهم وبين المسلمين ممن جاورهم من أهل صعيد مصر، وغيرهم من المسلمين وأهل الذمّة. إنكم معاشر النوبة، آمنون بأمان الله وأمان رسوله محمد النبي صلى الله عليه وسلم، أن لا نحاربكم، ولا ننصب لكم حربا، ولا نغزوكم، ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم. على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه، وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه. وعليكم حفظ من نزل بلدكم، أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكم. وإن عليكم رد كل آبق (العبد الهارب) خرج إليكم من عبيد المسلمين، حتى تردّوه إلى أرض الإسلام، ولا تستولوا عليه، ولا تمنعوا منه، ولا تتعرّضوا لمسلم قصده وحاوره، إلى أن ينصرف عنه. وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم، ولا تمنعوا منه مصلّيا. وعليكم كنسه وإسراجه وتكرمته. وعليكم في كل سنة ثلاثمائة وستون رأسا تدفعونها إلى إمام المسلمين، من أوسط رقيق بلادكم، غير المعيب، يكون فيها ذكران وأناث، ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم، تدفعون ذلك إلى والي أسوان. وليس على المسلمين دفع عدوّ عرض لكم، ولا منعه من حد أرض علوة إلى أرض أسوان. فإن أنتم آويتم عبدا لمسلم، أو قتلتم مسلما أو معاهدا، أو تعرضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم، أو منعتم شيئا من الثلاثمائة رأس والستين رأسا، فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان ونحن وأنتم على سواء، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين. علينا بذلك عهد الله وميثاقه وذمّته، وذمّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من ذمّة المسيح، وذمّة الحواريين، وذمّة من تعظّمونه من أهل دينكم وملّتكم. والله الشاهد بيننا وبينكم على ذلك.
كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة إحدى وثلاثين
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أسباب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
- كم مرة ذكرت كلمة العلم في القرآن ؟
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- لماذا قال الإمام مسلم «دعني حتى أقبل رجليك»؟
- إنفوجرافيك | قصة السلطان محمد الفاتح
التعليقات
إرسال تعليقك