هو الطبيب وجراح العيون والصيدلي البارع الذي قال عنه العالم الألماني مايرهوف: «الغافقي أعلم أطباء المسلمين في العصور الوسطى بالأدوية والأعشاب».
 

ميلاد الغافقي ونسبه

هو أبو جعفر محمد بن قَسُّوم بن أسلم الغافقي القرطبي الأندلسي، وُلِد الغافقي في القرن السادس الهجري الموافق الثاني عشر الميلادي، وللأسف لا يوجد مصدر موثوق نعرف به تحديدًا تاريخ ميلاده، ويُقال إنه وُلِد في بلدةٍ اسمها (Belcazar)؛ أي القصر الجميل، وهذه البلدة أو القرية تتبع مدينة قرطبة.
 

إسهامات الغافقي العلمية

ذكره ابن البيطار أكثر من مائتي مرَّة في كتبه، نقلًا عنه.

وقد ألَّف الغافقي كتاب "الأدوية المفردة" في العقاقير والأعشاب، وقد ضاع أصله ولم يبقَ لنا إلَّا مختصرٌ له عمله ابن العبري ونشره ماكس مايرهوف عام 1933م.

وقد ترجم -أيضًا- مايروهوف للغافقي مؤلَّفه الشهير "المرشد في الكحل" وهو أهم كتابٍ للغافقي، الذي ينتقل فيه من تشريح العين وخصائصها وأمراضها وأمزجة أصحابها، وصولًا إلى ربط لون العين بالجغرافيا والمناخ، كما تحدَّث عن أسباب ضعف النظر، وأسباب انعدام الرؤية نهائيًّا، وبعض الأمراض وعلاجها كالرمد، وبياض العين، والقرحة.

لقد برع الغافقي في عمليَّات إزالة المياه البيضاء من العين "الساد/ Cataract".

كما أنَّ له مؤلَّفاتٌ أخرى في الأورام والحميَّات منها:

- كتاب "الأدوية والمفردات" اختصره ابن العبري، وترجم إلى العبرية واللاتينية.
- "جامع المفردات" وقد اختصر في "المنتخب" بواسطة ابن العبري، وتوجد منه عدة مخطوطات.
- "منتخب الغافقى في الأدوية المفردة".
- كتاب "الأعشاب والنباتات الطبية".

ويقول الغافقي في مقدِّمة كتابه "المرشد في الكحل": «يا بُني، لمـَّا نظرتُ في هذه الصناعة -أعني صناعة الطب- فلم أجد في ذلك كتابًا جامعًا لجميع ما يحتاج إليه من علمٍ وعمل...».

وبقى لنا أن نذكر أنَّ تراث هذا العالم الفذ في ميدان طب العيون لا زال يُثير اهتمام الباحثين على مستوًى عالٍ.

وقد كرًّمته حكومة قرطبة وشيَّدت له تمثالًا في ساحةٍ أمام الكاردينال سالازار في قرطبة.
 

وللمزيد عن حياته وإنجازاته العلمية التي ما زال العالم ينعم بها إلى يومنا هذا يمكنك مطالعة مقال:: «محمد بن أسلم الغافقي».