الساعات الأخيرة في الحرب العالمية الأولى

وقَّع ممثلو بريطانيا وفرنسا وألمانيا في يوم 11 نوفمبر 1918م، في تمام الساعة الخامسة صباحًا على وثيقة إنهاء الحرب العالمية الأولى وكافَّة الحروب الجارية بينهم في جميع أنحاء العالم، إلَّا أنَّ وقف إطلاق النار فعليًّا لم يتم إلَّا بعد ستِّ ساعات من الإعلان، وفي هذه الأثناء راح مئات الضحايا من كلِّ طرف، إذ تقدَّر أعداد ضحايا اليوم الأخير من الحرب بنحو حوالي 11 ألفًا، منهم مئات سقطوا بعد إعلان الهدنة بشكل رسمي.
 

آخر جندي قُتل في المعارك

وحسب بحث أجرته هيئة الإذاعة البريطانية «تايم واتش» عن الوقائع الأخيرة في الحرب العالمية الأولى، فإنَّ الجندي البريطاني الأخير الذي قُتِل في المعركة هو الجندي "جورج إدوين إليسون"، ذلك في تمام الساعة 9:30 صباحًا، بعد أن وقع الاشتباك مع الجنود الألمان في إحدى غابات ضواحي مدينة "مونس" البلجيكية.

يُذكر أنَّ إليسون قُتل في سن الـ 40، ولم يكن هو السنُّ الطبيعي بالنسبة إلى المجندين، وكان ذلك بعد أن شارك في أوَّل هجومٍ للجيش البريطاني بالغاز، ودخول مدينة سوم في 1916م.

كما شاهد لأوَّل مرَّة استخدام الدبابات في الحرب، ثم عاد أخيرًا إلى مدينة "مونس" بعد أربع سنوات من انسحاب بريطانيا منها في أغسطس 1914م، وكان فردًا من قوَّات المشاة البريطانية المنسحبة آنذاك، وكان يأمل في انتهاء الحرب والعودة سالمـًا إلى الديار، وهذا ما لم يحدث.
 

جنود تعساء .. سقطوا قبل دقائق من النهاية!

وعلى الرغم من كون إليسون آخر ضحايا بريطانيا في الحرب، فقد سقط آخرون قبل وقف إطلاق النار فعليًّا في الساعة الحادية عشر؛ ففي الساعة 10:45 صباحًا، قُتِل جنديٌّ آخر يبلغ من العمر 40 عامًا أيضًا، وهو الفرنسي "أوجستين تريبوشون"، بينما كان ينقل رسالةً إلى زملائه بشأن احتفالات السلام قادمًا من نهر ميوز.

وقبل دقيقتين من الساعة الـ 11 صباحًا، في الشمال حول مدينة مونس، سقط الجندي الكندي "جورج لورنس برايس"، البالغ من العمر 25 عامًا بعد مداهماتٍ مع الجنود الألمان هناك.

وإلى الجنوب من منطقة "أرجون" بفرنسا، قُتل الجندي الأمريكي "هنري غونتر" على يد القوَّات الألمانية بعد أن تعرَّض لإطلاق النار في 10.59، وأصبح "غونتر" معروفًا بأنَّه آخر جندي يُقتل في الحرب العالمية الأولى.
 

المصدر: مقال «The last soldiers to die in World War I» مجلة بي بي سي البريطانية، بتصرف.