ملخص المقال
اشتهرت شخصية عيسى العوام الغواص المسلم من خلال الفيلم المشهور الناصر صلاح الدين على أنه مسيحيًا ومساعدًا لصلاح الدين الأيوبي.
اشتهرت شخصية البطل عيسى العوام من خلال الفيلم المشهور الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين والذي قدمه في صورة نصراني مساعدًا للقائد صلاح الدين الأيوبي.
والصحيح تاريخيًا أنَّ عيسى العوام كان غواصًا مسلمًا من مدينة عكا الساحلية والتي حاصرها الصليبيون إبان الحملة الصليبية الثالثة في سنة 585هـ= 1189م، ولما اشتد الحصار على مدينة عكا كان عيسى العوام بمثابة السفير بين المسلمين المحاصرين في عكا وبين القائد صلاح الدين، حيث كان يقوم بحمل الرسائل لصلاح الدين ويعود بالأموال والأوامر منه، وذات يوم خرج البطل عيسى العوام كعادته يحمل بعض الرسائل ولكنه غرق في البحر والرسائل والأموال على وسطه.
وقد روى قصة عيسى العوام القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية قائلًا: أنَّ عوامًا مسلمًا يقال له عيسى وصل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلًا على غرة من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكتب للعسكر وعام في البحر فجرى عليه أمر أهلكه وأبطأ خبره عنا، وكانت عادته إذا دخل البلد أطار طيرًا عرفنا بوصوله فأبطأ الطير فاستشعرنا هلاكه، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد إذا هو قد قذف شيئًا غريقًا فتفقدوه فوجدوه عيسى العوام ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رؤي من أدى الأمانة في حال حياته وقد ردها في مماته إلا هذا الرجل[1].
[1] بهاء الدين ابن شداد: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، تحقيق: جمال الدين الشيال، مكتبة الخانجي، القاهرة
الطبعة الثانية، 1415هـ= 1994م، ص207.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة الصحابي الذي فرح النبي (صلى الله عليه وسلم) بتوبته
- قصة إدريس عليه السلام
- قصة وتاريخ مدفع رمضان
- قصة الأبرص والأقرع والأعمى
- أول من أسلم من ملوك التتار
التعليقات
إرسال تعليقك