ملخص المقال
تعرَّف على وصية الأمير هشام بن عبد الرحمن الداخل لولي عهده الحكم الربضي .. فبم وصَّى ابنه الحكم؟
تولَّى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الإمارة بعد وفاة أبيه سنة 171هـ أو السنة اللاحقة، وهو ثاني الأمراء الأمويين في الأندلس بعد أبيه "عبد الرحمن الداخل" رحمه الله، وكان هشام يُلقَّب بـ "الرضا"..
وقد لقي هشام معاكسةً من بعض إخوته وغيرهم إلى أن تغلَّب عليهم؛ وكانت لجيشه غزواتٌ إلى جليقية وبلاد البشكنس (نبارا)، وبلغت أبعد حملة لجيشه إلى مدينتي جرندة وأربونة سنة 177هـ.
ومن محامده اهتمامه بنشر المذهب المالكي في الأندلس، فقد كان يتبادل عبارات التقدير مع الإمام مالك، واعتنى برجال الفقه حتى ارتفعت مكانتهم في الدولة؛ ووُصِفَت سيرته بالعدل بين الناس فلُقِّب بالرضا، وشبهوه الناس في عدله بـ الخليفة "عمر بن عبد العزيز" رحمه الله.
وقبيل وفاته سنة 180هـ أوصى ابنه الحسن المعروف بـ "الربضي" بالوصيَّة الآتية:
نص الوصية
"يا بُني يجب ألَّا تنسى أنَّ المُلك لله يُعطيه من يشاء، ويأخذه ممَّن يشاء، وقد منحنا الله السلطة، ووضع في أيدينا صولجان الملك برحمته الواسعة، فعلينا أن نُقدِّم له الحمد والشكر على نعمائه، وأن نُنفِّذ إرادته بالمعاملة الطيِّبة لكلِّ الناس خاصَّةً أولئك الذين يلجأون إلينا طالبين حمايتنا..
كن عادلًا سويًّا من الفقراء والأغنياء، ولا تترك للظلم سبيلًا إلى دولتك؛ فالظلم طريق الضياع، وكن في ذات الوقت رحيمًا عطوفًا على من يعتمد عليك فكلُّهم خلق الله..
امنحْ حكم أقاليمك ومدنك لأناسٍ طيببي الأخلاق ذوي تجربة..
أنزل العقاب بالوزراء والحكَّام ممَّن يميلون مع الهوى، ولا يعدلون في شعب، وكن معهم حازمًا قويًّا..
كن رقيقًا حازمًا مع قوَّاتك وجيوشك حينما تعوزك الضرورة إلى وضع السلاح في أيديهم، واجعلهم حماة الدولة لا مخرِّبيها، وادفع إليهم رواتبهم، واجعلهم واثقين دائمًا من وفائك بوعودك..
لا تتوان عن كسب إرادة شعبك؛ ففي تعاطفهم يكمن أمن الدولة، وفي خوفهم يكمن الخطر، وفي كرههم يكمن الانهيار المحقَّق..
كن عطوفًا على الفلَّاحين الذين يعملون ليوفِّروا لنا القوت الضروري، ولا تسمح بتخريب زروعهم…
وعلى الجملة، فاحكم بطريقةٍ تجعل ألسنة شعبك تلهج بشكرك وهم يعيشون سعداء في ظلِّ حمايتك وعطفك، يجنون مباهج الحياة في ثقةٍ وهدوء؛ ففي كلِّ هذا يكون الحكم الصالح، فإذا استطعت تحقيق ذلك كنت سعيدًا، وجنيت الشهرة كأعظم أميرٍ في العالم".
المصدر: أحمد العزاوي: رسائل ديوانية أندلسية من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الرابع، الطبعة الأولى 2013م – مطابع الرباط نت، نقلًا عن موقع المعرفة الأندلسية. (بتصرف).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
التعليقات
إرسال تعليقك