ملخص المقال
إن الجنة دار كرامة الله -تبارك تعالى، ومحل خواصه وأوليائه، وأهل الجنة يساقون زمرا إلى الجنة سوق إكرام وإعزاز، فإذا وصلوا إلى أبواب الجنة فتحت لهم أبوابها.
إن الجنة دار كرامة الله -تبارك تعالى، ومحل خواصه وأوليائه، وأهل الجنة يساقون زمرا إلى الجنة سوق إكرام وإعزاز، فإذا وصلوا إلى أبواب الجنة فتحت لهم أبوابها، وبعد دخول الجنة تدخل عليهم الملائكة تسلم عليهم، فيُبَشّرون من أول وهلة بالدخول إلى المقاعد والمنازل والخلود فيها، فإذا دخلوا لم تغلق أبوابها عليهم، بل تبقى مفتحة حيث شاؤوا، وتدخل الملائكة عليهم من كل باب في كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم، فهي دار من لا يحتاج إلى غلق الأبواب كما في الدنيا.
عدد أبواب الجنة:
وعدد أبواب الجنة ثمانية، كما أخرج الشيخان عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون"، وفيهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، فقال أبو بكر -رضي الله عنه: والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دُعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم". قال القرطبي: "قيل الدعاء من جميعها دعاء تنويه وإكرام ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل".
وأخرج مسلم عن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو فيسبغ- الوضوء ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين. إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".
سعة أبواب الجنة:
وقد بيّن عليه الصلاة والسلام سعة أبواب الجنة بحيث يدخل منها العدد الهائل، فقد روى البخاري ومسلم في سعتها قوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده إنما بين المصراعين من مصاريع الجنة؛ لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى"، والمصراعان هما جانبا الباب.
وورد أن ما بين مصراعيها مسيرة أربعين سنة، فقد روى أحمد في مسنده عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ"، والكظيظ هو الزحام.
والجمع بين الأحاديث: أن الجنة درجات، وكلما ارتفعت فيها تتسع، وأن الأبواب بعضها فوق بعض، فالجنة درجات بعضها فوق بعض وأهلها متفاضلون بحسب منازلهم، قال تعالى: "وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا" (طه: 75). وقال تعالى: "انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا" (الإسراء: 21).
أوقات تفتح فيها أبواب الجنة:
وهناك أوقات تفتح فيها أبواب الجنان، فأبواب الجنة تفتح في شهر رمضان، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين"، رواه البخاري ومسلم.
وتفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس، فقد روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا".
وهذا مما يحدو المسلم لأن يجِدّ السير إلى الله بالإيمان والتقوى والعمل الصالح ويجتهد باستغلال المواسم الفاضلة والساعات المباركة ليصل إلى مراده وبغيته، جنة عرضها السماوات والأرض.
المصدر: موقع مداد.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة وضع الحجر الأسود
- قصة حرب الفجار
التعليقات
إرسال تعليقك