ملخص المقال
يعتبر مسجد عقبة بن نافع في القيروان من أكبر المساجد الجامعة الباقية في الإسلام وأعظمها مظهرًا.
عقبة بن نافع الفهري قائد أموي فذ، سار بالمسلمين مجاهدًا في أفريقية وافتتحها واختط مدينة القيروان، وكما جرت العادة في المدن التي اختطها المسلمون بدأ عقبة نافع بتخطيط المسجد الذي يعرف باسمه إلى الآن، وهو أبو مساجد الجناح الغربي لمملكة الإسلام، بناه عقبة عندما اختط القيروان بين سنتي ٥٠ و٥٥هـ= ٦٧٠ و٦٧٥م، ولم يكن هذا المسجد أول الأمر إلا مساحة مسورة بسور سميك من اللبن على هيئة حصن، بل كان حين انشائه على أغلب الظن بسيطًا صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، بل لنا أن نتصوره أشبه ما يكون بعريش يستند إلى جذوع نخل، مع توفر صحن مكشوف قريب المساحة من السقوف.
وقد لقي هذا المسجد عناية كثير من الأمراء والملوك والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلماً تاريخياً بارزاً ومهمًا، تجدد بنائه خمس مرات، أولها عندما جدده حسان بن النعمان سنة٨٠ه= ٦٩٤م، ثم بشر بن صفوان (عامل هشام بن عبد الملك) سنة ١٠٥هـ= ٧٢٣م، ثم يزيد بن حاتم سنة ١٥٥هـ= ٧٧٢ م، ثم أعاد بناءه زيادة الله بن الأغلب سنة ٢٢١هـ= ٨٣٦ م، أما الذي أعاد بناء المسجد وأعطاه صورته النهائية فكان إبراهيم بن أحمد، ثامن أمراء بني الأغلب سنة ٢٦١هـ= ٨٧٥م.
ولا يزال مسجد عقبة بن نافع في القيروان من أكبر المساجد الجامعة الباقية في الإسلام وأعظمها مظهرًا إذ يبلغ طوله 126 مترًا وعرضه 77 مترًا، كما أن لهذا المسجد ست قباب، ويتميز بمئذنته فريدة تعتبر من نوادر المآذن وأجملها، تتكون هذه المئذنة من ثلاث طبقات كلها مربعة الشكل، ويصل ارتفاعها الكلي إلى 31.5 مترًا، إلا أن الطبقة الثانية أصغر من الأولى، والثالثة أصغر من الثانية، وفوق هذه الطبقات الثلاثَ قبة مفصصة، حتى يخيل إلى الناظر أن المنارة ليست سوى برج ضخم عال جميل.
فالناظر إلى المسجد من الخارج تتبادر إلى ذهنه صور الحصون الضخمة القديمة، فالجدران عالية سميكة مشدودة بدعامات واضحة، وفوق هذا البناء العملاق يرتفع برج المئذنة الشامخ، كأنه العين الساهرة التي تراقب المغرب وترفع فيه صوت الإسلام... الله أكبر الله أكبر[1].
[1] حسين مؤنس: المساجد، عالم المعرفة، 1981م، ص56، وعبد الله سالم نجيب: تاريخ المساجد الشهيرة، ص98- 104.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- الطب عند قدماء المصريين
- حول كلمة التوحيد .. أركانها وشروطها ونواقضها
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- اكتشاف مخطوط يوثق أقدم رحلة من المغرب إلى الحرمين الشريفين
- كم مرة ذكرت كلمة العلم في القرآن ؟
التعليقات
إرسال تعليقك