ملخص المقال

للمسلم أن يدعو بما يريد من الأدعية، وله أن يرفع إلى الله تعالى حاجته فيما يشاء، سواء كانت من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة، مع الالتزام بآداب الدعاء الشرعية. ومع ذلك فإن مثل هذه الأوقات المباركة لا ينبغي للمسلم أن يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار.
وليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعا تشتد حاجة المسلم فيه، وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة، تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كله، وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا أُلهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه. إشارة منه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة.
ومن هذه الصفات المهمة
1- أن يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء، قال ابن القيم: قاعدة قد أشرنا إليها مرارًا، وهي أن من دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله.
2- أن يكون جامعا في معانيه، مناسبا لحال الداعي، فقد كان يعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر، كذلك كان يعجبه من الدعاء جوامعه؛ ففي سنن أبي داود عن عائشة قالت: "كان النبي يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك". وخرَّجه البزار وغيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضا "أن النبي قال لها: يا عائشة، عليك بجوامع الدعاء". وعند الحاكم: "عليك بالكوامل".
ولن يجد المسلم خيرا من أدعية الكتاب والسنة؛ لأنها تجمع للمسلم ما يريد أن يدعو به من خيري الدنيا والآخرة..
ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إلى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر، أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال: قالت عائشة: "يا نبي الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وفي رواية الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-: "قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- بالصور | أغرب 9 اكتشافات أثرية في تاريخ البشرية
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة ساعة هارون الرشيد التي أثارت الجدل في مونديال قطر
التعليقات
إرسال تعليقك