ملخص المقال
صحيفة الشرق الأوسط اللندنية
تكثر في السعودية المطلة على الخليج العربي والبحر الأحمر، المدن السياحية والتاريخية، ففي كل موطئ قدم هناك حكاية، وما بين الحكاية والتاريخ تفتح كل مدينة ذراعيها وتخرج مكنونها الممزوج بالمخزون التراثي والمقومات السياحية الحديثة، وتفرشها على أعتاب المدينة بغية استقطاب القادمين من الخارج والداخل.
وفي هذا الزخم الكبير من التاريخ والمساحة، يبدو أن «ينبع» الواقعة غرب البلاد قد شقت طريقها نحو التميز والهدف الأقرب بدعم أمير المنطقة والهيئة العامة للسياحة والآثار، لتكون المدينة النموذجية في قطاع السياحة من خلال المشروعات الكبرى المزمع تنفيذها في المدينة، بعد أن خصص ما مقدراه 60 في المائة من إجمالي المشروعات المطروحة في الفترة المقبلة، وعلى مساحة 7 ملايين متر مربع لقطاع السياحة.
ولينبع التي سميت بهذا الاسم نسبة لكثرة ينابيعها، التي اختلفت الروايات على عددها، إلا أنها تفوق الـ90 نبعا، كثير من القصص في بطن التاريخ، فعرفت عند الإغريق ميناء مهما لتزويد القوارب والسفن الإغريقية أثناء عبورها البحر الأحمر بالمؤن، كما كانت مركزا رئيسيا في طريق القوافل المتجهة إلى الشام، بينما تعد الغزوات التي كانت بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقريش، من أهم الوقائع التاريخية التي شهدتها المدينة، وتحديدا «سرية العيص، وبواط، والعشيرة»، وهي مواقع قديمة في ينبع النخل والبحر.
وتحتضن ينبع كثيرا من المواقع التاريخية التي تستقطب السياح، ومن ذلك كثرة قلاعها التي تقدر بنحو 5 قلاع، أنشئت على مدخل المدينة، إضافة إلى سوق الليل التي أخضعت من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار لعملية ترميم، وشيدت هذه السوق قبل 500 عام، واكتسبت الاسم بسبب أنها السوق الوحيدة في تلك الحقبة التاريخية، التي يرتادها المتسوقون ليلا، بينما تتميز السوق بقربها من الميناء البحري وتطل على البحر مباشرة، ويباع في هذه السوق الشعبية السمك المجفف، وأنواع مختلفة من الكائنات البحرية التي يطلق عليها «البصر والزرنباك»، إضافة إلى السمن والعسل والتمر، وبعض المنتجات النحاسية التي كان سكان ينبع يقومون بصناعتها.
وتشتهر المدينة بساحلها الخصب الذي يمتد على نحو مائة كيلومتر مربع، من إجمالي 2400 كيلومتر للسواحل السعودية المطلة على البحر الأحمر وخليج العقبة، الذي يحتضن كثيرا من المشروعات السياحية والمنتجعات، ومنها مشروعات تابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع الصناعية، بينما يعد الصيد في المدينة من أهم الممارسات الترفيهية لكثرة أنواع الأسماك وسهولة عملية الصيد وفق أنظمة الصيد.
ويرجع تاريخ ينبع إلى 2500 عام، عندما كانت على طريق البهارات والبخور من اليمن إلى مصر ومنطقة البحر المتوسط، وأهملت في كثير من القرون وبقيت مدينة صغيرة لها مقومات غير مستقلة، حتى عام 1975 عندما اختارتها الحكومة السعودية لتكون مدينة صناعية، فعادت من جديد على ساحة الأحداث، وقبل ذلك عندما التقى المؤسس الملك عبد العزيز بالملك فاروق حاكم مصر - آنذاك - في منطقة يطلق عليها «شرم رضوى» التي تبعد عن المدينة قرابة 15 كيلومترا مربعا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- قصة أقدم خريطة للعالم في التاريخ | بالصور
- قصة هبل أول صنم قدّسه العرب قبل الإسلام
- شجرة الدر التترية
التعليقات
إرسال تعليقك