ملخص المقال

عانى علماء المسلمين كثيرا من سرقة اكتشافاتهم، ونسبتها لعلماء الغرب وهذا ما حدث مع العالم المسلم ابن النفيس مكتشف الدورة الدمويَّة الصغرى؛ حيث قام بتسجيلها بدقَّة في كتابه (شرح تشريح القانون)، غير أن هذه الحقيقة ظلَّت مختفية قرونًا، ونُسِبت فيما بعد زورا إلى الإنجليزي وليام هارفي الذي بحث في دورة الدم بعد وفاة ابن النفيس بأكثر من ثلاثة قرون!!!
وكان الطبيب الإيطالي ألباجو قد ترجم في أقسامًا من كتاب ابن النفيس (شرح تشريح القانون) إلى اللاتينيَّة، وهذا الطبيب أقام ما يقرب من ثلاثين عامًا في (الرُّها) وقت الحروب الصليبية، وقد أتقن اللغة العربية لينقل منها إلى اللاتينية.
ثم قيل إن عالمًا إسبانيًّا ليس من رجال الطبِّ كان يُدْعَى (سيرفيتوس) كان يدرس في جامعة باريس اطَّلع على ما ترجمه ألباجو من كتاب ابن النفيس؛ ونظرًا لاتهام سيرفيتوس في عقيدته، فقد طُرِد من الجامعة، وأعدم حرقًا هو وأكثر كُتُبِه في سنة (1065هـ/ 1553م).
لكن شاء الله أن تبقى بعض كتبه دون حرق، وكان من بينها ما نقله من ترجمة ألباجو عن ابن النفيس فيما يخصُّ الدورة الدموية، واعتقد الباحثون أن فضل اكتشافها يعود إلى هذا العالم الإسباني ومِنْ بعده "هارفي" حتى سنة (1343هـ/ 1924م)؛ حيث صحَّح الطبيب المصري الدكتور محيي الدين التطاوي هذا الوهم؛ وذلك حين عثر على نسخة من مخطوطة (شرح تشريح القانون) لابن النفيس في مكتبة برلين، وقام بإعداد رسالة في الدكتوراه عنها.
وقد تعجب المشرفون على الرسالة حين اطَّلعوا على ما فيها، وما كادوا يصدقونه! ولجهلهم باللغة العربيَّة بعثوا بنسخة من الرسالة إلى المستشرق الألماني "مايرهوف" الذي كان مقيمًا في القاهرة، وطلبوا رأيه فيما كتبه الباحث، وكانت النتيجة أن أيَّد "مايرهوف" الدكتور "التطاوي"!!
ثم أبلغ "مايرهوف" حقيقة ما كشفه من جهود ابن النفيس إلى المؤرِّخ (جورج سارتون)، فنشر هذه الحقيقة في آخر جزء من كتابه المعروف (تاريخ العلم)!!
للمزيد..
احترام الملكية الفكرية في الحضارة الإسلامية .. د.راغب السرجاني
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- بالصور | أغرب 9 اكتشافات أثرية في تاريخ البشرية
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة ساعة هارون الرشيد التي أثارت الجدل في مونديال قطر
التعليقات
إرسال تعليقك