ملخص المقال
أهم مظاهر الثورة العلمية التي قامت في العهد العباسي والأسباب التي دعت لقيامها
بالرغم من الأحداث والفتن التي كثرت في تاريخ الدولة العباسية، وبالرغم من سوء تعامل الدولة مع معارضيها، وتأرجحها بين السنة والبدعة في عهودها المختلفة فمع ذلك كله كانت هناك حركة حضارية وثورة علمية لا ينكرها أحد وهذه الثورة العلمية كانت بنيتها المجتمع المسلم بكل عناصره وفي مقدمتها العلماء والأئمة فضلا عن قرب هذا المجتمع من القرون الخيرية.
ومن مظاهر هذه الثورة العلمية زيادة الاهتمام بحركة الترجمة بصورة ملحوظة وهو ما أدى إلى أن يتسع نطاق العلوم المترجَمة، ليشمل الفلسفة والمنطق والكتب الأدبية، بجانب الطب وسائر العلوم التجريبية كلها.
والأمثلة على ذلك كثيرة لاتحصى فقد كان هناك ولع بالطبِّ والفلك والهندسة، وكانت تحدث مكاتبات بملوك الروم فيطلب منهم ما لديهم في هذا الشأن من مصادر وغير ذلك.
وبعد فتح عَمُّورِية وأنقرة تم اختيار فريق من علمائها ومترجميها، وطلب منهم أن يختاروا عيون الكتب التي وُجدت في مكتبات البلدتين، فاختاروا الكتب النادرة في ميدان الطبِّ والفلك وغيرهما، ونقلوها إلى بغداد، وأمر آنذاك أبو زكريا يوحنا بن ماسويه أكبر أطباء هذا العصر أن يرعى هذه النُّقُولات.
وبالرغم من ظلم وطغيان المأمون وتعديه على أئمة المسلمين كالإمام أحمد وعلو بدعة الاعتزال في عهده إلا أن الاهتمام بالعلم والترجمة قد وصل الذُّروة في أيامه؛ فقد عمَّر بيت الحكمة، ووسَّع من نشاطه، وأمدَّه بمكتبة ضمَّت آلاف المخطوطات في شتى العلوم والفنون؛ ليكون بمثابة أكاديمية عالمية يجتمع فيها المعلِّمون والمتعلِّمون.
كما أنه لم يكتفِ بإرسال العلماء إلى بلاد العجم كي يبحثوا له عن أمهات الكتب الأجنبية، وإنما كان إذا عقد معاهدة مع ملوك الروم أو غيرهم، فإنه يجعل من بين شروط المعاهدة شرطًا؛ بأن يُتْحِفَه الطرف الآخر بما لديه من نفائس كتب الحكمة، وذخائر العلوم في بلادهم.
بل يُنسَب إليه أنه أوَّل مَن قام بمحاولة قياس أبعاد الكرة الأرضية، وذلك بمساعدة فريقين من علماء الفلك والجغرافيا.
وهذه هي أهم مظاهر الثورة العلمية التي قامت في الدولة العباسية...
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- حدث في 26 رمضان .. وفاة السيدة نفيسة
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- قصة أقدم خريطة للعالم في التاريخ | بالصور
- وصف النبي محمد لجبريل كما رآه في مكة والإسراء والمعراج
التعليقات
إرسال تعليقك