ملخص المقال

حقوق الحيوان من الأسبق في التكلم عنها الإسلام أم المنظمات العالمية؟
شاع في الأوساط المختلفة أن المنظمات الدولية الغربية هي الأسبق في الحديث عن حقوق الحيوان وهذا خطأ تاريخي فادح وسرقة لمجهود الآخرين والصحيح هو أن الإسلام سبق كل الشرائع والملل والمواثيق في الحديث عن حقوق الحيوان.
فقد نصَّ القرآن على تكريم الحيوان، وبيان مكانته، وتحديد موقعه إلى جانب الإنسان، فقال تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 5-7].
ونذكر فيما يلي بعض الحقوق التي تحدث عنها الإسلام بالنسبة للحيوان:
منها عدم إيذائه وعدم التمثيل به فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على حمار قد وُسِمَ (علم) في وجهه، فقال: "لَعَنَ اللهُ الَّذِي وَسَمَهُ"[1]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: "لَعَنَ النَّبِيُّ مَنْ مَثَّلَ بِالْـحَيَوَانِ"[2].
ومن حقوقه أيضا تحريم حبسه وتجويعه وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ؛ لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ"[3].
كما أمر صلى الله عليه وسلم باستخدام الحيوان فيما خلق له فقال: "إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ؛ فَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ"[4].
كما أمرت الشريعة بأن يُخْتَار لها المَرَاعي الخِصْبَة، وإن لم تُوجَدْ فيجب أن يُنتقل بها إلى مكان آخَرَ، وهناك درجة أخرى أعلى من الرحمة وهي: الإحسان إليه واحترام مشاعره؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ"[5].
وهكذا كان حقُّ الحيوان في الإسلام؛ فله أن يَنْعَمَ بالأمن والأمان، والراحة والاطمئنان.
للمزيد..
د.راغب السرجاني - حقوق الحيوان في الحضارة الإسلامية
[1] مسلم: كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه (2117).
[2] البخاري: كتاب الذبائح والصيد، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة (5196)، والنسائي (4442)، والدارمي (1973).
[3]البخاري: كتاب المساقاة، باب فضل سقي الماء (2236)، ومسلم عن أبي هريرة: كتاب السلام، باب تحريم قتل الهرة (2242)، واللفظ له.
[4] أبو داود: كتاب الجهاد، باب في الوقوف على الدابة، (2567)، والبيهقي: السنن الكبرى (10115)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (22).
[5] مسلم: كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة (1955)، وأبو داود (2815)، والترمذي (1409).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- لماذا سميت الأندلس بهذا الاسم؟
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة إبادة الهنود الحمر
- 7 أسباب أسهمت في سقوط دولة الموحدين بالأندلس
التعليقات
إرسال تعليقك