ملخص المقال
الأدلة التي نقول إن سفن فتح الأندلس سفن إسلامية الصنع .. شبهة تاريخية
كثيرًا ما تتردَّد شبهة في تاريخ الفتح الإسلامي للأندلس وهي عن السفن التي استعملها الجيش الإسلامي في عبوره إلى الأندلس، ومن الأشياء التي رددتها بعض الروايات والمصادر التاريخية نسبة هذه السفن إلى يُليان حاكم سَبْتَة النصراني والذي كان من القوط سكان إسبانيا في ذلك الوقت.
و من قراءتنا للتاريخ نؤكد التالي:
استطاع المسلمون فتح بلاد شمال إفريقيا قبل البدء في فتح بلاد الأندلس بسنوات طويلة، ومعلوم أن الشمال الإفريقي تطلُّ شواطئه على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وهذا يجعلهم يُفَكِّرُون في توفير السفن اللازمة لحمايتها من أي اعتداء بيزنطي؛ وهذا أمر متوقع لما كان بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية النصرانية من عداء قديم وصراع وجودي، وبالتالي هذا الأمر سيدفع المسلمين دفعا لصناعة السفن وامتلاك أكبر عدد منها وليست استعارتها أو أخذها من طرف آخر.
وقد كان للمسلمين نشاط بحري جهادي في ساحل الشمال الإفريقي ففي عام 46هـ وجَّه معاويةُ بن حُدَيْج عبدَ الله بنَ قيس لغزو صقلية، فكان أول مَنْ غزاها، وذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان، وأيضا فتحت مدينة طنجة الساحلية في ولاية القائد عقبة بن نافع سنة 63هـ، وهي ميناء صالح لصناعة السفن.
وبعد فتح إفريقية (تونس) أقام المسلمون فيها دارا لصناعة السفن وذلك في عهد حسان بن النعمان والي الشمال الإفريقي 76-86هـ.
اقرأ أيضًا: أهم معركة خاضها المسلمون في فتح الاندلس
وقد استعمل طريف بن مالك أربعة سفن للعبور بسريته الاستطلاعية الأولى، وهذه السفن هي التي استعملها طارق بن زياد لعبور سبعة آلاف مسلم من المضيق إلى الأندلس، ولم يُذكر اسم يُليان في هذا السياق، بل وتُصَرِّح بعض الروايات بأن موسى بن نصير صنع العديد من السفن، وكانت مهمة يليان حاكم سبتة هي جمع المعلومات وبالنسبة للسفن فقد عاونهم في تأجير بعضها لمعرفته بها.
في النهاية فكل هذه الإشارات التاريخية تؤكد أن أكثر السفن التي استعملها المسلمون في فتح الأندلس كانت إسلامية الصنع، أنتجتها دار لصناعة السفن قريبة، أو جُلِبَتْ من دور أخرى بعيدة.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- عمرو بن العاص وقصة الفتح الإسلامي لليبيا
- قصة حرب الفجار
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- قصة مأساة بئر معونة
التعليقات
إرسال تعليقك