ملخص المقال

اهتم المسلمون بتصنيع كثير من المعدات الحربية وتطويرها، وكان لهم دور كبير في اكتشاف مسحوق "البارود" بل يمكن أن نعدهم من أوائل من اكتشفوا هذا المسحوق.
وفي ذلك يقول بعض المؤرخين إن استعمال البارود لأول مرة كان في مصر، وذلك لتوافر مادة النطرون بكثرة فيها، وقد ذكر المقريزي أن البارود قد استُعْمِل بجوار النفط في حفل زفاف ابنة سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون أيام دولة المماليك.
وقد استخدم المماليك المدافع التي تعمل بالبارود بكثرة في حروبهم، وجعلوا منها أنواعًا متعددة؛ فمنها المدفع الكبير، ومنها المدفع الصغير.
والظاهر أن المسلمين قد عرفوه قبل ذلك التاريخ بمدة كافية، فقد ذكر ابن خلدون أن دولة المرينيين في المغرب استخدمته في حروبها، فذكر أن سلطانهم يعقوب بن عبد الحق كان يستخدم مدفعا يعمل بقوة البارود.
ومما يبدو أن المسلمين قد عرفوا "المدفع" في حروبهم-كما يذكر ابن خلدون هنا- منذ القرن السابع الهجري، فاستخدموا حصى الحديد (القنابل الصغيرة)، التي كانت تنطلق بقوة البارود؛ وقد تعجَّب ابن خلدون من هذه القوة.
وقد قدَّم لنا العالِم "مرسييه" نتيجة أبحاث جادة تُثبت معرفة العرب في وقت متقدم بكل ما يتعلق بصناعة البارود، فضلاً عن استخدامه في القذائف التي كانوا يطلقونها في حروبهم مع الصليبيين، وهو ما يؤكده مؤرِّخو الحروب الصليبية، فيذكرون أن الصليبيين كانوا يجهلون تمامًا أسرارَ القذائف النارية التي كان المسلمون يقذفون بها عليهم، وقد وصفوا حالات الذعر التي كانت تسيطر على جيوشهم من جرَّاء تلك القذائف، وكان مسحوق البارود يتكون من نترات البوتاس والفحم والكبريت، وهو ما أُطلق عليه معجون البارود.
ومن أقدم المخطوطات الإسلامية التي تفردت بدراسة البارود رسالة "الفروسية في رسم الجهاد" لـحسن الأحدب، ومخطوطٌ بعنوان "اللعب بالبندق" لابن البقال.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا سميت الأندلس بهذا الاسم؟
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة إبادة الهنود الحمر
- 7 أسباب أسهمت في سقوط دولة الموحدين بالأندلس
- ميلاد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد
التعليقات
إرسال تعليقك