ملخص المقال
موقعة خندق سمورة هزم فيها الأمير عبد الرحمن الناصر أمام مملكة ليون ولم يلق المسلمون هزيمة مثلها
كان عهد الأمير عبد الرحمن الناصر من أزهى عصور الخلافة الأموية بالأندلس؛ حيث ازدهرت الدولة في عهده وتفوقت في أكثر الميادين على خصومها من ممالك الشمال الإسباني النصرانية خصوصا في الميدان العسكري.
ولأن عبد الرحمن كان يسلك طرق مبادرة الأعداء قبل أن تقوى شوكتهم، فإن هذه السياسة جعلت ممالك النصارى بالشمال في استنفار دائم.
وعندما أراد عبد الرحمن الناصر التوجه إلى معقل الصليبيين ومركز تجمعهم بمملكة ليون حشد لذلك جيشا ضخما يقدر بمائة ألف مقاتل، وجعل قيادته بيد قائد صقلبي غير عربي؛ مما أزعج القادة العرب في الجيش وأغضبهم،؛ ذلك أن الناصر منذ بداية عهده قد اتبع سياسة استعمال العناصر غير العربية؛ وذلك بعد أن واجهته مشكلات متكررة من القبائل العربية الموجودة بالأندلس، مما كان له أسوأ الأثر في نفوس الزعماء العرب وانعكس انعكاسا سلبيا في أحداث المعركة.
سار الناصر بجيشه الكبير حتى وصل إلى حدود مملكة ليون، فاقتحمها بقوة حتى وصل إلى مدينة سمورة عاصمة ليون، وهي مدينة حصينة وبها سبعة أسوار، وبين الأسوار خنادق متسعة ملئت بالماء.
أسوار مدينة سمورة
وقد استطاع المسلمون فتح سورين من أسوارها؛ مما دفع الإسبان إلى الارتداد داخل المدينة، ثم حاول المسلمون اقتحام السور الثالث فهجم عليهم الإسبان هجوما شديدا، ثم حدث شيء لم يكن في الحسبان؛ فقد تخاذل القادة العرب وأظهروا الفتور، وفروا من أرض المعركة.
وقد أدى ذلك الفرار من القادة العرب إلى حدوث اضطراب في الجيش وتراجع من المسلمين؛ مما جعل الإسبان يستغلون هذا الارتداد الحادث من المسلمين وقاموا بهجوم كاسح عليهم وأكثروا القتل فيهم، حتى قتل قائد الجيش وعدد من القادة المساعدين، وبانتهاء المعركة كان نصف عدد الجيش (خمسون ألفًا) بين القتل والأسر، بل إن الخليفة عبد الرحمن الناصر نفسه قد تعرض للإصابة وفر مع النصف الآخر عائدين بأكبر خسارة وهزيمة لم يلق المسلمون مثلها وذلك سنة (327هـ = 939م).
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- هل لك خبيئة صالحة؟!
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- قصة حرب البسوس .. أطول حرب في تاريخ العرب
- أول من ترجم القرآن للغة الإنجليزية
- مواقف من حياة الزهراء
التعليقات
إرسال تعليقك