ملخص المقال
قبل عين جالوت ارتمى عدد من الأمراء الأيوبيين في أحضان التتار ورفضوا مساعدة قطز
قبل عين جالوت سعى قطز في إزالة أي عوائق قد تقف أمامه أثناء مواجهة التتار؛ ولذلك حرص على إعادة الوحدة بين الشام ومصر.
وقد كانت العلاقات متوترة مع إمارات الشام الأيوبية، الذين فكروا غير مرَّة في غزو مصر، واستقطبوا المماليك - الذين كانوا على خلاف مع قطز- عندهم عندما فروا من مصر، بل إن الناصر يوسف الأيوبي أمير دمشق وحلب كان قد طلب من التتار بعد سقوط بغداد أن يعاونوه في غزو مصر!
مع كل هذه الخلفيات المعقدة فإن قطز سعى لإذابة الخلافات التي بينه وبين أمراء الشام؛ بهدف الوحدة مع الشام، أو على الأقل تحييد أمراء الشام.
ثم وجد قطز أن رأس هؤلاء الأمراء هو الناصر يوسف الأيوبي أمير حلب ودمشق، فأرسل له يعرض عليه الوحدة، على أن يكون الناصر هو ملك مصر والشام!
لكن الناصر يوسف لم يستجب، وآثر التفرق على الوحدة، فماذا كانت النتيجة؟!
لقد مرت الأيام، وسقطت حلب، وهُدّدت دمشق، وفرّ الناصر يوسف إلى فلسطين، وعند فلسطين خرج جيش الناصر عن طوعه، وفضل الانضمام إلى قطز.
وبعد غزو التتار لحلب أرسل قائد التتار هولاكو فرقة تترية للقبض على الناصر يوسف، فأمسكوا به هو وابنه العزيز، واقتادوهما إلى هولاكو، ولكن هولاكو كان قد غادر حلب إلى تبريز بفارس، فتوجهوا به إلى تبريز، وهناك بعد أن استقبل هولاكو الناصر فكر في أن يبقيه على قيد الحياة ليستعمله في قيادة الشام فلم يقتله بل رده مع جنده إلى الشام، وفي الطريق التقى الناصر يوسف ببعض التتار الفارين من الشام بعد هزيمة عين جالوت فرأوا الناصر فقتلوه!
وبالنسبة لباقي الأمراء فقدت اختلفت مواقفهم تجاه قطز؛ فالمغيث عمر أمير الكرك بالأردن آثر أن يقف على الحياد وأن يظل مراقبًا للأحداث للالتحاق بعد ذلك بالمعسكر الفائز سواء كانوا من المسلمين أو من التتار.
وبالنسبة للأشرف الأيوبي حاكم حمص فقد فضل التعاون مع التتار، وبالفعل أعطاه هولاكو إمارة الشام كلها ليحكمها باسم التتار!
وأما الملك السعيد بن عبد العزيز صاحب بانياس فقد رفض التعاون مع قطز، وانضمَّ بجيشه إلى قوات التتار يساعدهم على غزو بلاد المسلمين!
الوحيد الذي تعاون مع قطز هو المنصور أمير حماة، الذي جاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر.
وهكذا خرج قطز من علاقاته الخارجية بأمور مهمة .. فقد تحالف مع أمير حماة وانضم إليه - أيضا- جيش الناصر، وحيّد إلى حد كبير المغيث صاحب الكرك، وحتى انضمام الأمير الأشرف الأيوبي والملك السعيد بن عبد العزيز إلى التتار كان مهمًا بالنسبة له، حيث إنه كشف أوراقهما بجلاء، وبُنيت خطة قطز على أساس وضوح الرؤية تمامًا.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- صور ربما لم ترها من قبل لأبي الهول و الأهرامات
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
التعليقات
إرسال تعليقك