ملخص المقال
تعرف على الأسباب السبعة التي اجتمعت وأسهمت في سقوط دولة الموحدين بـالمغرب والأندلس
دولة الموحدين تولت زعامة المسلمين في المغرب والأندلس لحقبة من الزمن حققت فيها انتصارات للمسلمين ووقعت أيضا في انكسارات أدت إلى مآسٍ ونكبات على المسلمين.
وقد يتعجَّب بعضنا لهذا السقوط المريع لهذا الكيان الكبير بهذه الصورة السريعة، وحقيقةُ الأمر أن هذا السقوط لم يكن مفاجئًا؛ فدولة الموحدين كانت تحمل في طياتها عوامل الانهيار؛ والتي كانت كثيرة؛ نذكر منها الأسباب السبعة التي ساهمت بقوة في ذلك:
أولا: الظلم والقتل مع دولة المرابطين.. حيث قتلت الآلاف ممن لا يستحقون القتل من المرابطين، وقد أسرف الموحدون كثيرًا في إراقة دماء مَنْ خالفهم من المسلمين، بل في سفك دماء مَنْ يشكُّون في ولائه لهم ممن كانوا معهم؛ وذلك كما فعل مؤسس الدولة المهدي ابن تومرت قبل واقعة البستان أو البحيرة التي هزم فيها الموحدون.
ثانيا: الانحراف العقدي وتكفير المرابطين.. فالعقائد الفاسدة التي أدخلها مؤسس الدولة ابن تومرت على منهج أهل السنة، وبالرغم من أن المأمون أحد خلفاء الموحدين قاومها، إلاَّ أنَّ أشياخ الموحدين ظلُّوا يعتقدون في عصمة ابن تومرت وفي صدق أقواله، فضلا عن أمر آخر لا يقل خطورة، ألا وهو تكفير دولة المرابطين، وقد بنى ابن تومرت على هذه الفكرة جواز قتلهم، وهدم دولتهم.
ثالثا: الثورات الداخلية .. حيث كانت الثورات الداخلية الكثيرة التي قامت داخل دولة الموحدين سببا في سقوطها، وكان أشهرها ثورة بني غانية؛ والتي كانت في جزر البليار، وفي تونس.
رابعا: هِمَة النصارى وفتور المسلمين .. فالإعداد الجيد من قِبل النصارى في مقابل الإعداد غير المدروس من قبل بعض خلفاء هذه الدولة؛ والذي أدى إلى مصائب كبرى حلت على الموحدين كهزيمة معركة العقاب.
خامسا: انفتاح الدنيا على دولة الموحدين .. وهو سبب مهم حيث انفتحت الدنيا عليهم، وكَثُرت الأموال في أيديهم، وهذا ما أدى إلى الترف الفاحش ثم التصارع على الحكم والوقوع في الظلم وسفك الدماء.
سادسا: بطانة السوء .. المتمثِّلة في أبي سعيد بن جامع وزير الناصر لدين الله ومَنْ كان على شاكلته بعد ذلك، فلقد كتب لأسرة ابن جامع التي تولَّى كثير منها الوزارة، أن تُؤَدِّي أخطر دور في تحطيم دولة الموحدين، بمشاركة الأعراب البدو، وأشياخ الموحدين.
سابعا: إهمال الشورى .. وذلك من قبل الناصر لدين الله ومَنْ بعده من الأمراء، وإنها لمخالفة صريحة للقرآن الكريم؛ فالله عز وجل يقول:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[آل عمران: 159].
فهذه العوامل وغيرها اجتمعت لتُسْقِط هذا الكيان الكبير، والذي لم يبقَ منه في بلاد الأندلس إلاَّ ولايتان فقط؛ هما غرناطة وإشبيلية.
للمزيد ..
موقع قصة الإسلام - د.راغب السرجاني: دولة الموحدين .. أسباب السقوط
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- هل لك خبيئة صالحة؟!
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- مليون جنيه لمواجهة فيضان النيل عام 1946
- كم مرة أشار فيها القرآن لأرض الشام؟
- إنفوجرافيك | سلسلة مناسك الحج -3
التعليقات
إرسال تعليقك