ملخص المقال
في العصر الأموي كان المسجد يمثل مرحلة ما فوق الكُتَّاب، وذلك للطلبة المدركين لأهمية المسجد (من عمر عشر سنوات فما فوق).
وكانت طريقة الدراسة أن يتحلق الطلاب في فناء المسجد, ويستمعون إلى مدرّسهم؛ إما شفويًا أو من كتاب يقرأ منه. وكانت المناهج الدراسية تنصبّ أساسًا على القرآن والحديث، ولذلك كان كل من عطاء بن أبي رباح في مكة والأوزاعي في بيروت لا يقبلان في دروسهما إلاَّ من عرف القرآن وقرأَه.
أما حلقات تعليم الحديث والفقه، فكان الأسلوب المتبع فيها هو السَّماع؛ أي أن يسمع المتعلم الأحاديث النبوية من المحدِّث فيحفظها وكان المعلّم لقلّة الكتب مع طلابه وخشية أن يتسرب الملل إلى نفوسهم؛ يكتفي بإلقاء وشرح حديث أو حديثين مثلما كان يَحدث مع عبد الرحمن بن عُسَيلة الصُّنابحي في دمشق.
وبمرور الوقت ازدادت المساجد انتشارًا في الأمصار، وبدأ أهل العلم ينتقلون من بلد إلى آخر، ولذلك أصبحت الرحلة في طلب العلم ضرورة ملحة، وقد أَولى بعض خلفاء بني أُمية هذا الجانب اهتمامًا خاصًا؛ فيروى أن الوليد بن عبد الملك كان يعطي إعانات للمتفرغين لطلب العلم في بيت المقدس، وكذلك كان يفعل عمر بن عبد العزيز.
وأما عن أشهر الحلقات التي كانت تعقد يوميًا من بعد الفجر إلى شروق الشمس، ومن بعد العصر حتى غروب الشمس كانت حلقة عبد الله بن عباس وكان مجلسه في المسجد الحرام، وكان يُخصص لكل فرع يومًا دراسيًا كاملًا، فقد كان يجلس يومًا للفقه، وآخر للتفسير وغيره.
وأما المدينة المنورة فقد شهدت حلقات لمشاهير الفقهاء: كجابر بن عبد الله الأنصاري، وسعيد بن المسيّب المخزومي. وفي البصرة، كان الحسن البصري يتناول في مجلسه شيئًا من الحديث، والفقه، وعلم القرآن، واللغة، وسائر العلوم.
وكانت طبيعة المواد التي تدرّس في المسجد (علوم القرآن والحديث والفقه) تستوجب من الطالب قضاء وقت طويل يلازم فيها أستاذه ويأخذ العلم عنه، فيروى أن محمد بن شهاب الزُّهري قد جالس سعيد بن المسيَّب ثماني سنين يتعلم منه الفقه في المدينة.
وقد أدت هذه الملازمة الطويلة إلى أن يتأثر الطالب بشيخه وأن يهتم أحدهما بالآخر ويحترمه؛ فقد روي عن أبي قلابة الجَرْمي أنه قد أوصى بكتبه إلى تلميذه أيوب السّختياني وقال: "ادفعوا كتبي إلى أيوب إن كان حيًا، وإلاّ فاحرقوها".
على أية حال، فقد أصبح الجلوس في المسجد لتعليم القرآن، ولتدريس الحديث، و تعلم الفقه سمة مميزة في العصر الأموي وما بعده.
للمزيد ..
موقع قصة الإسلام - المسجد .. مركز التعليم الأول في العصر الأموي
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أسباب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
- كم مرة ذكرت كلمة العلم في القرآن ؟
- لماذا قال الإمام مسلم «دعني حتى أقبل رجليك»؟
- إنفوجرافيك | قصة السلطان محمد الفاتح
- قصة حرب الفجار
التعليقات
إرسال تعليقك