ملخص المقال
هل نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبل أن تجيب، اسأل نفسك جيدًا: هل تعرف رسول الله حق المعرفة؟ فإن كان لا أو ليس جيدًا.. فكيف نحب من نجهل، وهل يكون حينها
يجب أن يفوق حب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ حب، وإلا حصل خللٌ في الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا"، ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
ونعرف كلنا ما دار من حوارٍ بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال عمر رضي الله عنه: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلاَّ مِنْ نَفْسِي"، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "الآنَ يَا عُمَرُ"؛أي الآن اكتمل الإيمان.
إنَّ حبَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضيَّةٌ محوريَّة في إيمان العبد، والتعرُّف السطحي على شخصيَّةٍ ما لا يتولد عنه عميق حب؛ إنَّما التعرُّف على دقائق الحياة، واكتشاف جوانب العظمة المختلفة في الشخصية التي ندرسها هي التي تولد الحب في قلب الإنسان.
ولا أحسب أنَّ إنسانًا يمتلك فطرةً سليمةً يسمع أو يقرأ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا يُحبُّه، وكلَّما عرفته أكثر أحببته أكثر، وكلَّما أحببته أكثر زاد إيمانك، فهي علاقةٌ تفاعليَّةٌ في غاية الأهمية في حياة المؤمنين.
فإذن كيف نحب رسول الله؟!
1- اقرأ أو اسمع عن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم، وعن معاملاته خاصَّةً مع أهله ونسائه وبناته؛ كيف كان يتعامل مع أصحابه؟ وكيف كانت معاملاته مع أعدائه؟
2- اقرأ أو اسمع عن جهاده، والغزوات التي قادها صلى الله عليه وسلم، واقرأ عن صدقه، وعن أمانته، وعن شجاعته، وعن تقواه، وعن عبادته، وعن قضائه، وعن سياسته.
3- اقرأ أو اسمع عن المعاهدات التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم، اقرأ عن الطائف، أو عن الهجرة، أو عن بدر، أو عن أحد، أو عن فتح مكة، أو عن أيِّ موقعةٍ أو موقفٍ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وحتمًا ستحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم، بل سيتعمق هذا الحب في قلبك..
وذلك لأنَّ من يحب أحد يجب أن يعرفه شديد المعرفة وكلما كان هذا الشخص الذي عرفته صالحًا نافعًا فيه من الصفات الكريمة حتمًا يزداد حبك له وتشبثك به.. فما بالك بسيد الخلق أجمعين وما بالك بمن خلقه القرآن!!
ههل سألت نفسك مرة: ماذا تعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كم كتابًا في السيرة النبوية الشريفة قرأت؟ كم غزوة خاضها رسول الله وتعرف تفاصيلها؟ ما المعجزات التي منحها الله إياه؟ ما عدد أحاديثه وهل تعلمت ولو القليل منها؟ كيف كان يعامل أهل بيته لتقتدي به؟ والكثير والكثير من الأسئلة على تلك الشاكلة..
سنجد يقينًا أنَّ مشكلتنا الرئيسة في عدم رسوخ حب رسولنا الكريم في قلوبنا هو جهلنا به..
ويؤكد الأستاذ الدكتور راغب السرجاني حفظه الله على ذلك فيقول: «إنَّنا -في الواقع- بعد قراءة السيرة النبوية سنكتشف أنَّنا لم نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقَّ المعرفة، ولم نُعطه حقَّه الذي ينبغي له، ولم نفهم حياته على النحو الذي يُرضي ربنا عز وجل، إنَّني مهما قرأتُ في مواقف السيرة أكتشف أنَّ هناك الكثير والكثير لا أعرفه؛ بل إنَّ المواقف التي أحفظها عن ظهر قلبٍ أجد فيها دومًا أمرًا جديدًا، إمَّا في إشارةٍ ظاهرةٍ جليَّة، أو قراءةٍ لفائدةٍ بين السطور».
فالآن يجب أن تبدأ في معرفة نبيك، وإذا هممت الآن فابدأ بمعرفة «أهم الكتب التي لا غنى عنها لمعرفة نبي الرحمة الكريم» صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
وفقنا الله إياكم إلى حبه عز وجل وحب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وإلى كل ما يحب ويرضى..
للمزيد حول حب رسول الله صلى الله عليه وسلم راجع مقال الدكتور راغب السرجاني بعنوان: "قواعد دراسة السيرة النبوية".
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- ابن سندر.. وصية رسول الله
- معركة القادسية وانتصار المسلمين على الفرس
- أشهر 10 معلومات عن «فينيسا الشرق» .. أول مدينة بناها المسلمون
- هل لك خبيئة صالحة؟!
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- صور ربما لم ترها من قبل لأبي الهول و الأهرامات
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
- تاريخ الوطن العربي خلال 14 قرنا
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- قصة نهاية آخر خليفة عباسي
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- أول معركة في التاريخ بين سفينتين بخاريتين .. المصرية «براوز بحري» والروسية «فلادمير»
التعليقات
إرسال تعليقك