ملخص المقال
"الغفور" هو اسم من أسماء الله الحسنى التي تربط المسلم بربه ربطًا قويًا، ويُحس العبد بحاجته الشديدة إليها.. فما معناه؟ وما عدد ورود مشتقاته في القرآن
"الغفور" هو اسم من أسماء الله الحسنى التي تربط المسلم بربه ربطًا قويًّا، ويحس العبد بحاجته الشديدة إليها..
وقد ورد اسم الله "الغفور" في كتابه الكريم مع اسم الله "الغفار" و"الغافر" وبقيَّة مشتقاته 235 مرَّة؛ تدليلًا على أهميَّته من جهة، وتفضُّله -سبحانه- بمغفرة ذنوب المذنبين، ومعاصي العاصين، من جهةٍ أخرى.
وحق للمسلم أن يستبشر بهذا الاسم العظيم، واتِّصاف ربّنا -عز وجل- بصفة المغفرة؛ قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر: 53].
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كان يُعَد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ"، [صحيح سنن الترمذي]..
وهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: "قُلْ: الَّلَهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، [متَّفقٌ عليه].
و"الغفَّار" هو الذي أظهر الجميل، وستر القبيح في الدنيا، وتجاوز عن عقوبته في الآخرة، و"الغفور" هو كثير المغفرة، وهما من صيغ المبالغة ممَّا يعني المبالغة كمًّا ونوعًا..
لأنه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب مهما كثرت، ويمحو الخطايا مهما عظمت، ويفعل ذلك مرَّةً بعد مرَّة إلى ما لا يحصى..
قال تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" [النساء: 110]، وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا" [نوح: 10]، وقال تعالى: "غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ" [غافر: 3].
وفي دليلٍ قويٍّ على ضرورة تجنُّب تقنيط عباد الله، وتصويرِ الحياة لهم مظلمةً مقفرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أَغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي"، [رواه أحمد، وهو حديث حسن]
حتى الشرك! فإنَّ الله يتوب على من تاب منه وأناب، قال تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" [النساء: 110]. صدق الله العظيم.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- صور نادرة| موسم الحج من 63 عاما
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- كيف تأثر الصليبيون بعادات وتقاليد المسلمين؟
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
التعليقات
إرسال تعليقك