ملخص المقال

بوابة الأسبوع
المملكة الأردنية الهاشمية من الممالك التي دخلها الإسلام في وقت مبكر حيث أنها منطقة وسط بين أراضي شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وامتداد لحضارة الأنباط قبل الميلاد فقد انتشر الإسلام في بلاد الشام بالقرن السابع للميلاد وكانت الأردن من أوائل تلك البلدان التي فتحها المسلمون وخاضوا علي أرضها معارك شهيرة وضارية مع الروم البيزنطيين كمعركة مؤته، ومعركة اليرموك التي أدت لفتح بلاد الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب 17 هجرية، 638م حتى أصبحت حصنا منيعا للإسلام بسبب شعبها الطيب الكريم المضياف المحافظ علي عاداته وتقاليده البدوية والحضارية الضاربة في القدم.
يبلغ عدد السكان حوالي 6.3 مليون مسلم يشكل نسبة المسلمين 97% من السكان مقابل 3% يدينون بالديانة المسيحية، ويوجد بها عدد كبير من المساجد التي تنتشر في مدنها وقراها، وقد وصل عدد المساجد بها لأكثر من 6000 مسجد إضافة لمساجد كثيرة مازالت تحت الإنشاء لتحقق بذلك الأردن رقما قياسيا علي مستوي البلدان العربية في عدد المساجد، ومنها المساجد التاريخية والحديثة كمسجد الفيحاء ومسجد الكردي، والمسجد الحسيني وسط العاصمة عمان الذي يتميز بطرازه الدمشقي في الفنون والعمارة الإسلامية، ومسجد الكالوتش وهو من أحدث المساجد بالعاصمة الأردنية، ومسجد الملك حسين أكبر مساجد الأردن الذي تم بنائه عام 2005، ومسجد الملك عبد الله الأول ومسجد درويش ومسجد الهمشري ومسجد حي نازال الكبير وغيرها من المساجد الزاهرة كما يوجد عدد من المقامات والأضرحة لعدد من الأنبياء والصحابة والمجاهدين من شهداء بواكير الإسلام الذين بذلوا أوع فنون البذل والشهادة والعطاء للأمة الإسلامية، وتتميز الأردن بحب شعبها للتراث وإحياء المناسبات والأعياد الدينية ومنها الاحتفال بشهر رمضان.
لشهر رمضان في الأردن مظاهر احتفالية وتراثية حيث يعتمد شعبها الآن علي معرفة هلال رمضان ودخوله عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فمع دخوله تعم الفرحة ويهنئ الشعب الأردني بعضه بعضا وتنشط خلاله العبادات من قراءة القرآن وإقامة الصلوات بالمساجد وبخاصة صلاة العشاء والتراويح وتنتشر حولها دروس العلم ويقدم لها العلماء الأجلاء من مصر والسعودية لأداء الدروس الدينية طوال شهر رمضان، كما يقبل الأردنيون علي تقديم الزكاة والصدقات وموائد الرحمن خلال شهر رمضان، ويوجد المسحراتي في نطاق محدود في بعض المدن والقرى حيث يقوم بإيقاظ الناس لتناول السحور كما يقوم بعض الشباب في الأحياء بالعاصمة عمان ومدنها في وقت متأخر بالطبل وأداء أصوات وكلمات خاصة من أجل إيقاظ النائمين، ومع لحظة الإفطار يقوم الأردنيون بتناول التمر والماء والحليب كما يتناولون طبق المنسف والفتوش والمسخن كأطباق رئيسية ومن الحلوى الرمضانية يتناولون القطايف والكنافة المصرية والشامية ويشربون قمر الدين والعرق سوس والتمر الهندي وعادة ما يبدأ الإفطار بطبق الشوربة وهو عبارة عن أرز ولحم أو دجاج مع فتة الحمص باللحم المفروم والمخللات وكذلك أكلة المقلوبة بالدجاج والباذنجان، ويعتبر المنسف من الأطباق الرئيسية علي الموائد الأردنية، وخلال شهر رمضان تعم البركة وتزدحم الأسواق بكل ما لذ وطاب من الأطعمة والحلوى وغيرها من لوازم رمضان كما تتزين الشوارع والبيوت والمساجد بالفوانيس والقناديل بألوانها وأحجامها المختلفة وكذلك هلال رمضان علي شكل شريط كهربائي تتوسطه نجمة ويعلق علي الكثير من الأماكن بالشوارع والبيوت ويحرص الأطفال علي ارتداء الملابس التقليدية وشراء الفوانيس الجميلة والتجول بها ليلا في جو من الفرحة والابتهاج، كما يحرص الجميع علي الذهاب إلي المساجد لإقامة الصلاة وإعداد الموائد للفقراء والمساكين من أجود أنواع الأطعمة والتمور كما تتزاور الأسر فيما بينها بالمدن وكذلك أسر القبائل والعشائر في القرى الأردنية وتنصب الخيمات البدوية خلال شهر رمضان ويتناول داخلها الأطعمة وشرب القهوة الأردنية حيث السمر وتداول أحاديث الماضي إضافة لقراءة القرآن والأحاديث النبوية ليصبح لرمضان مذاق خاص يجمع في داخله الكثير من المظاهر العربية الأصيلة وكذلك العادات العصرية التي دخلت إلي الأردن حتى جعلته متميزا في شهر رمضان .
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- خريطة بأسماء وأماكن مدن الأندلس القديمة
- لماذا أحب العلماء الوقف الإسلامي؟
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك