من تأسيس المجلس في 1829 وحتى 2015..

الجزء الأول تاريخ الحياة النيابية في مصر في عهد محمد علي والخديوي إسماعيل

الأهرام – بوابة الحضارات

كانت أول محاولة لقيام حياة نيابية في مصر عام 1829م في عهد محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة عندما أنشأ مجلسا للمشورة يتكون من كبار التجار والأعيان والمشايخ والعلماء وكانت وظيفته الأساسية إبداء الرأي في المسائل الإدارية العامة دون أن يلتزم محمد علي باشا بتنفيذها فكان رأي المجلس استشاري. وعلي الرغم من وظيفة المجلس الاستشارية فإن محمد علي يرجع إليه الفضل في ابتداع هذا المجلس الذي بدأ يتطور في وظائفه وصلاحياته حتى أصبح يضاهي المجالس النيابية في أوربا.

وجاء عهد الخديوي إسماعيل الذي أصدر مرسوما بإنشاء مجلس شورى النواب في نوفمبر 1866 متضمنا اللائحة الأساسية واللائحة النظامية للمجلس وتضمنت اللائحة ثماني عشرة مادة، اشتملت على نظام الانتخاب والشروط القانونية في العضو المرشح وفترات انعقاد المجلس كما تضمنت سلطات المجلس التداول في الشئون الداخلية، ورفع نصائح إلى الخديوي التي تأثرت بشدة بالنظم البرلمانية الأوربية في ذلك الوقت وتكون مجلس شورى النواب من 75 عضوا منتخبا من قبل الأعيان في القاهرة والإسكندرية ودمياط وعمد ومشايخ باقي المديريات، الذين أصبحوا بدورهم منتخبين لأول مرة في عهد الخديوي إسماعيل، إضافة إلى رئيس المجلس الذي كان يعين بأمر من الخديوي وكانت مدة المجلس ثلاث سنوات ينعقد خلال كل سنة لمدة شهرين وقد انعقد مجلس شورى النواب في تسعة أدوار انعقاد على مدى ثلاث هيئات نيابية وذلك في الفترة من 25 نوفمبر حتى 6 يوليو 1879 ومع مرور الوقت أتسعت صلاحيات المجلس شيئا فشيئا وبدأت تظهر نواة المعارضة وقد ساعد على ظهورها انتشار أفكار التنوير وظهور الصحافة المصرية التي عززت المطالبة بإنشاء مجلس نيابي له صلاحيات تشريعية ورقابية أوسع وأنعكست هذه المطالبة في عام 1878 بالموافقة على منح مزيد من الصلاحيات وإن ظلت بعض الأمور خارجة عن اختصاص المجلس مثل بعض الشئون المالية وفى يونيو 1879 عدل الخديوي في لائحة المجلس ليكون عدد النواب 120 نائبا عن مصر والسودان وتضمن التعديل أيضا تقرير المسئولية الوزارية أو يسمى الآن "بيان الحكومة"ومنح المجلس سلطات أعلى في النواحي المالية.

وتشير الكثير من الدراسات التاريخية إلي أن إسماعيل كانت لدية رغبة حقيقية في إشراك الشعب ممثلاً في طبقة كبار ملاك الأراضي الزراعية في إبداء الآراء في المسائل التي تتعلق بتسيير شئون الحكومة المصرية. وواكب المجلس ظهور الرأي العام المصري الذي تشكل مع ظهور الصحافة المصرية والحركة الوطنية ضد التدخل الأجنبي في نهاية حكم الخديوي إسماعيل ..

ولعب مجلس شوري النواب دورا مناهضا للتدخل الأجنبي في شئون البلاد في أثناء أزمة الديون الخارجية وأصر المجلس علي أحقيته في مناقشة ميزانية الحكومة التي كان يتولاها في ذلك الوقت وزير مالية إنجليزي وهو الذي جاء ليتولي وزارة مالية مصر نتيجة الضغط علي الخديوي إسماعيل من قبل الباب العالي والدائنين الأجانب.