ملخص المقال
قصة أعظم جراح في العالم .. إنه أبو القاسم الزهراوي
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي، المعروف في أوربا باسم (Abulcasis)، الطبيب الجراح، وقد ولد أبو القاسم الزهراوي في مدينة الزهراء الأندلسية، ونُسب إليها، ويفترض بعض الباحثين أنه ولد سنة 325 هـ= 936م/ وتوفي سنة 427هـ= 1036م.
وبهذا يكون الزهراوي قد عايش أفضل عصور الحضارة الإسلامية في الأندلس، ونشأ في بيئة توفرت فيها جميع الوسائل العلمية ؛ ليأتي هو مثالاً فريدًا على عظمة الحضارة الإسلامية في هذا الوقت.
إننا أمام عملاق يعدُّ من أعظم الجراحين الذين أنجبتهم البشرية عبر العصور إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق.
وقد التحق الزهراوي بالعمل في مستشفى قرطبة الذي أنشأه الخليفة عبد الرحمن الناصر؛ حيث كان يجتهد في الوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المطالعة الجادة تكونت شخصيته العلمية، حتى أصبح ذا خبرة عظيمة بالأدوية، وجمع بين الطب والصيدلة، ثم إنه قد اقتنع بأهمية مزاولة الطبيب لفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك للحجّامين أو الحلاقين، فمارس الجراحة وأبدع، حتى صار من أعلام طب الجراحة على مستوى البشرية.
وقد حلَّ مبحث الزهراوي في الجراحة وهو (التصريف لمن عجز عن التأليف) بالذات محلَّ كتابات القدماء، وظل العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر، وباتت أفكاره نقلة نوعية في العلاجات الطبية؛ حيث هيأ للجراحة قدرة جديدة في شفاء المرضى أذهلت العالم. وقد اشتمل هذا البحث على صورة توضيحية لآلات الجراحة التي كان لها أكبر الأثر فيمن أتى من بعده من الجراحين الغربيين.
وقد وصف الزهراوي هذه الآلات التي اخترعها بنفسه للعمل بها في عملياته، ووصف كيفية استعمالها وطرق تصنيعها، ومنها: الآلة المستخدمة في عملية الولادة، والمنظار المهبلي المستخدم حاليًا في الفحص النسائي، والمحقن أو الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، وآلة خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمشارط المختلفة.
ومن أهم إبداعات الزهراوي المشهورة، والتي تناقلها مؤرخو العلوم الطبية في مؤلفاتهم، أنه يعدّ أول من وصف عملية القسطرة، وعملية شق القصبة الهوائية.
وكذلك ابتكر الزهراوي أيضًا آلة لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند المولودين حديثا؛ لتسهيل مرور البول، كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح العميقة كلها بشكل عام.
والزهراوي كذلك هو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات؛ وذلك بربط الشرايين الكبيرة. وهو أول من صنع خيوطا لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط، وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما؛ كي لا تترك أثرًا مرئيًّا للجِرَاح.
هذا وقد كان مرض السرطان وعلاجه من الأمراض التي شغلت الزهراوي، فأعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يُستعمل خلال العصور حتى الساعة.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- حذار من الفيلة في رمضان!
- قصة مأساة بئر معونة
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
التعليقات
إرسال تعليقك