ملخص المقال
نظام التعليم عند الأندلسيين تميز بأماكن وأساليب تعليمية لم تعرف إلا في الأندلس كالدكاكين والرباطات والسقائف وغيرها
عرف أهل الأندلس أنواعا وأشكالا من المراكز والأماكن التعليمية التي لم تعرف إلا في الأندلس، نذكر منها ما يلي:
المكاتب والدكاكين:
ابتكر الأندلسيون بمحاذاة المساجد وحولها أماكن قصروها على تعليم الأطفال والصبيان خاصة وسموها المكاتب، وفي هذه المكاتب كان الصبيان يمضون أعوامًا يتعلمون القراءة والكتابة والقرآن كتابة وحفظًا وتجويدًا.
على أنَّ هذه المكاتب لم تكن -على كثرتها- لتفي باستقبال جموع الصبيان الذين كان آباؤهم لا يتقاعسون في إرسالهم إليها بمجرد أن يعقلوا ويدركوا، لذا وجدنا بعض المؤدِّبين يقوم بذلك في دكَّانٍ على نحو ما صنع إبراهيم بن مبشر البكري الذي اتخذ من دكانٍ له على مقربة من جامع قرطبة كتَّابًا يعلم فيه الصغار.
كما أن اتخاذ الدكاكين للتعليم لم يكن مقصورًا على المؤدبين وغيرهم؛ وإنَّما شاركهم في ذلك بعض شيوخ العلم، مثل: المحدث أبي الحجاج يوسف بن علي القضاعي الذي كان يقرئ طلاب العلم وغيره.
السقائف والرباطات:
بالإضافة إلى المكاتب والدكاكين هناك مكانان آخران لم يكن القصد من بنائهما أن يعلم فيهما، ولكنهما وبحكم طبيعة رسالتهما الإحسانية والدينية كان لهما إسهام في نشر العلم وتوعية روادهما وقد أطلق عليهما السقائف والرباطات.
أما السقائف فهي مبانٍ كانت تقام بمقربة من المسجد الجامع لإيواء الغرباء وأبناء السبيل، غير أنها إلى ذلك كانت تنهض بدور تربوي وعلمي على يد فقيه يجلس ويعلم رواد السقائف مسائل الدين ويعلمهم الخير.
بينما الرباطات أو الأربطة كانت عبارة عن مبان حصينة منيعة تشيد على السواحل والثغور والحدود؛ لإيواء الذين يتولون الحراسة والدفاع عن أراضي المسلمين وكانت تفتح أبوابها للمسافرين وأبناء السبيل، وقد دعا اجتماع هؤلاء وأولئك في هذه الأربطة إلى عقد مجالس تعليم وإقراء وإرشاد، وبذلك أسهمت هذه الأربطة في حركة التربية والتعليم والوعي الديني بين فئات مختلفة من أبناء المجتمع الأندلسي وبخاصَّة من كان منهم يُرابط للجهاد والعبادة.
تلك هي أمكنة التعليم التي عرفتها الأندلس، وفيها تلقَّى أبناؤها مختلف المعارف والعلوم والفنون، ومنها تخرَّج مشاهير علمائهم وفقهائهم وأدبائهم.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- من الصحابي الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني أحبك حبين»
- أبشع قوانين عنصرية في تاريخ أميركا
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة سد مأرب الذي أشار إليه القرآن
التعليقات
إرسال تعليقك