ملخص المقال
هل تريد الرجوع إلى الصراط المستقيم؟ هل تريد نصرة الأمة؟ هل تريد إرضاء رب العزة؟ ماذا تفعل إذا؟
هل تريد الرجوع إلى الصراط المستقيم؟ هل تريد نصرة الأمة؟ هل تريد إرضاء رب العزة؟ ماذا تفعل إذا؟
إليكم عشرة أمورٍ معيناتٍ على وضع أقدام الشباب على الطريق الصحيح، واعلم أيها الشاب قبل أن تتعرف على هذه الأمور أنك فردٌ في أمة، ولو انصلح حالك انصلح حال الأمة إن شاء الله.
الأمر الأول: أقلع عن المعصية:
فإن ترك المعاصي مقدَّمٌ على فعل فضائل الأعمال، وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما نهيتهكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم".
ولا يستقيم لمن ينصر الأمة أن يظل على معصية، فلا يعمل بمعاصي الله وهو في سبيل الله، وأشد المعاصي خطورةً ما كنت مواظبًا عليه، لذلك خذ قرارًا جريئًا واقطع معصيتك الآن، إن كانت في نظرٍ أو كانت في سمعٍ أو كانت في لسانٍ أو كانت في صحبةٍ أو كانت في عملٍ أو أي شيء، واعلم أنه توبتك الصادقة تفتح لك صفحة بيضاء تمامًا مع الله عز وجل.. ابدأ من جديد وكأنك ولدت اليوم.
الأمر الثاني: اعرف دينك:
إن دينك دينٌ عظيم، تجاوزت عظَمَته حدود التخيل والإدراك، دينك دينك لحمك دمك، دينك دين الإسلام، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، دينك ليس فيه ثغراتٌ أبدا، دينك دينٌ محكمٌ بديع.
وإن مر عليك وقتٌ طويلٌ لم تعرف فيه دينك، فأنت تحتاج إلى معرفة العقيدة، والفقه، والأخلاق، والمعاملات، والسيرة النبوية، وحياة الصحابة، والتاريخ الإسلامي المجيد من مصادر غير مشوهة، فأنت في حاجة إلى وقت طويل تقضيه من أجل معرفة ربك ورسولك ودينك، وذلك من خلال القراءة، ودروس العلم، والمناقشات والمحاورات والأسئلة، وكل ذلك في سبيل معرفة دينك.
الأمر الثالث: ارتبط بالمسجد:
المسجد بيت الله في الأرض، وعمَّار المساجد زوارٌ لله عز وجل، ألا تحب أن تزور خالق السماوات والأرض ومالك الملوك خمس مراتٍ كل يوم؟ ألا تحب أن تعرض عليه مشكلاتك، وتطلب منه حاجاتك؟.
إن وجودك بالمسجد خمس مرات باليوم، ناهيك عن دروس العلم، كفيل بأن يغيِّر حياتك للأفضل إن شاء الله.
الأمر الرابع: كن متفوقا:
إن الطالب المسلم الذي يريد أن يغيِّر من حال أمته، لا بد له أن يكون متفوقًا في دراسته، فإن الأمة لا تبحث عن مجرد طبيب أو مهندس أو مدرس، بل تحتاج إلى طبيبٍ عالم، ومهندس مخترع، ومعلم نابغ في علوم التربية، هي في أشد الحاجة إلى التخصص بسبب كثرة العلوم، وليس هناك مكان للكسالى، ومذاكرتك من أجل رفعة أمتك حسناتٌ لا تحصى في ميزان يوم القيامة إن شاء الله.
الأمر الخامس: صل رحمك:
لابد للشاب أن يكون واصلًا لرحمه، ومن ليس فيه خيرٌ لرحمه وأقاربه فليس فيه خيرٌ لأمته، وأعظم أرحامك والداك، لا تُخرج كلمة أف من فمك، أو نظرة غضب من عينك، أو إشارة اعتراض من يدك، فإن هذه الأخلاق لا تخرج من شابٍ مسلم، وباقي أرحامك لهم حقوقٌ عليك فأعط كل ذي حقٍ حقه.
الأمر السادس: اختر أصحابك:
فقد روى أبو داود والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
ارتبط بمن إذا رأيته ذكرك بالله عز وجل، ولا تسير بمفردك في حياتك، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وتذكر وصية الحبيب في ذلك، فقد روى الترمذي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أراد بحبوحة الجنة (وسط الجنة) فليلزم الجماعة".
الأمر السابع: اعرف واقعك:
يستحيل لمن يريد تغيير حال الأمة ألا يكون مطلعًا على أحوال زمانه، لا بد للشاب من دراسة ومتابعة واقع العالم الذي يعيش فيه، واقع القطر الذي يسكن فيه، واقع العالم الإسلامي، واقع العالم عموما، متابعة دقيقة للأحداث الهامة في العالم، متابعة لأحداث مصر والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بها، متابعة لأحداث فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وكشمير، وماذا يحدث في تركيا؟ ماذا يحدث في إيران؟ ماذا يحدث في باكستان؟ ماذا تعرف عن النيجر ومالي وأوزباكستان وأذربيجان ونيجيريا؟ وكلها بلاد إسلامية تشهد أحداثا هامة، ماذا يحدث في رواندا؟ في ليبيريا؟ في كولومبيا؟ وأهم من ذلك ماذا يحدث في أمريكا؟ في إنجلترا؟ في فرنسا؟ في روسيا؟ ماذا يخطط اليهود؟
تحتاج أن تقرأ الجرائد كل يوم، وابتعد عن صفحات الرياضة والفن حتى تعيش حياة جادة قيِّمة، تابع الأخبار وشاهد قنوات الأخبار بعيدًا عن قنوات الأفلام والأغاني، فليس هناك وقت تُضيِّعه.
الأمر الثامن: كن رياضيا:
فهناك فارقٌ كبيرٌ جدًا بين المهتم بقراءة صفحات الرياضة، وبين الممارس للرياضة ومتقنها والمتفوق فيها، ومن أهم صفات الشاب قوة الجسد، وسلامة الصحة، ومتانة البنيان، فالأمة تحتاج إلى جسدك كما تحتاج إلى عقلك وفكرك.
والجهاد لا يكون إلا بجسدٍ قوي، وعليك يا أخي بالرياضة المفيدة، التي تعود عليك وعلى أمتك بالنفع، كالسباحة، والرماية، وألعاب الدفاع عن النفس، وألعاب القوى، ورفع الأثقال، والفروسية، أو غيرها، وركِّز في نوع الرياضة التي تحبها كي تبدع في هذه الرياضة، ولا تنفق فيها وقتًا طويلا، لأن الرياضة جزءٌ من حياتك، وليست كل حياتك، وهي وسيلةٌ وليست غاية.
الأمر التاسع: ادعوا غيرك:
إذا أحسست بحلاوة هذا الدين، وغذا آمنت بعظم المسئولية الملقاة على عاتقك، فلا تنس إخوانك الذين كانوا معك قبل أن تعرف هذا الطريق.
ادع غيرك إلى حلاوة هذا الدين، ادع غيرك إلى الحياة الجادة التي عرفتها، ادع غيرك ولك مثل أجره، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ولك أن تتخيل أنك تجبي حسناتك على كل عمل خير يقوم به صاحبك، ولذلك يقول الحق -سبحانه وتعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت: 33].
الأمر العاشر: نظِّم وقتك:
إذا كنت تريد فعل كل هذا الخير دون خطة ودون نظام، فمن المؤكد أنك لن تستطيع، إذا أحسست بقيمة ما سبق، فلا بد أن تضع خطةً محكمةً لتنفيذ كل هذه النصائح، فيكون للمسجد وقت، وللمذاكرة وقت، وللقراءة في الإسلام وقت، وللقراءة الحرة وقت، ولمعرفة الأخبار وقت، ولصلة الرحم وقت، وللرياضة وقت، وللترفيه الحلال وقت.
يجب أن تحدد ما ستفعل خلال الساعة القادمة، واليوم القادم، والأسبوع القادم، والشهر القادم، والعام القادم، وفي حياتك القادمة، فإن وقتك هو أغلى شيء تملكه، فلا تضيِّعه هباءًا منثورا، ورأس مالك هو عمرك، ويوشك إذا ذهب بعض عمرك أن يذهب الكل، فكن على حذر ولا تُضيِّع رأس مالك.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- عمرو بن العاص وقصة الفتح الإسلامي لليبيا
- قصة حرب الفجار
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- وفاة ابن خلدون
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك