ملخص المقال
كان أبو جهل على يقين أن الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق ومع ذلك لم يؤمن بالإسلام .. فما سبب ذلك؟
كان أهل مكة متأكدين أن هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق لا ريب فيه! لكن السؤال هو: لماذا -إذن- كذبوا ولم يؤمنوا؟!
وقد تعددت الأسباب التي جعلت كفار قريش لا يؤمنون بالإسلام، فكان منهم من منعته التقاليد، وكان منهم من منعه الجبن، وكان منهم من منعته أمور أخرى، وكان أشهرها القبلية أو التعصب للقبيلة.
وكان أبو جهل أوضح من جسد هذه القَبَليَّة؛ فكان من بني مخزوم، القبيلة المنافسة لبني هاشم، وقد ظهرت منه مواقف عدَّة تؤكد تعصبه لقبيلته، وتُفَسِّر عداءه الشديد للإسلام، أو قُلْ: لرسول الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم.
وفي ذلك نقل كتّاب السير هذا الكلام على لسان أبي جهل قائلا: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشَّرَفَ؛ أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا حَتَّى إِذَا (..)كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ[1]، قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَتَى نُدْرِكُ هَذِهِ؟ وَاللهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا، وَلَا نُصَدِّقُهُ.[2]
كما أن هناك مواقف كثيرة دالَّة على يقين أبي جهل بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما جاء عَنْ علي رضي الله عنه أنه قال: قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم: قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم، وتصدق الحديث، ولا نكذبك؛ ولكن نكذب الذي جئت به.. فأنزل الله عز وجل:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33][3].
في نهاية الأمر قرر أبو جهل الاعتراض على هذه الدعوة، وسلك كل مسلك في منع الناس عن اتباعها، ومات على الكفر.
للمزيد ..
د.راغب السرجاني .. لماذا لم يؤمن أهل مكة؟ - موقع قصة الإسلام
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة وضع الحجر الأسود
- ابن سندر.. وصية رسول الله
التعليقات
إرسال تعليقك