ملخص المقال
شبرا وحلوان وحمرأ وابن الإيه .. كلمات قبطية يستخدمها المصريون منذ 1700 عام إلى الآن .. في هذا المقال نتعرف على معانيها وأكثر من 100 كلمة أخرى..
نبذة عن تاريخ اللغة القبطية
اللغة القبطية [1] هي الصورة الأخيرة من تطوُّر اللغة المصريَّة القديمة التي استعملها المصري القديم منذ حوالي عام 3400 قبل الميلاد، وكانوا يكتبون لغتهم تلك بثلاثة أقلام:
* القلم الهيروغليفي: وكانوا يكتبون به على الأحجار والمعابد والمسلَّات.
* القلم الهيراطيقي: وكانت خاصَّة بالكهنة.
* القلم الديموطيقي: وكان يستخدمه العامَّة في كتابة عقودهم ووثائقهم وخطاباتهم.
وقد سادت الكتابة الديموطيقيَّة منذ الأسرة الخامسة والعشرين حتى القرن الرابع الميلادي.
ولمـَّا استولى الإسكندر الأكبر على مصر سادت اللغة اليونانيَّة بها واستخدمها المصريُّون في وثائقهم وخطاباتهم، وكتب بعضهم اللغة المصريَّة بحروف يونانيَّة فكانت تلك هي اللغة القبطيَّة التي استعملها المصريون في العصر المسيحي كتابةً ومخاطبةً وصلاة، وازدهرت هذه اللغة في القرنين الرابع والخامس الميلادي، وقد استُخْدمت اللغة القبطيَّة منذ أواسط القرن الثالث الميلادي في تدوين الرسائل والوثائق ودُوِّن بها الكتاب المقدَّس بعد ترجمته من اليونانيَّة، وكذا العظات وكتب الطقوس وسير القدِّيسين وغير ذلك.
وأهمُّ آثار اللغة القبطيَّة هو الكتاب المقدَّس الذي تُرجم كاملًا عن اليونانيَّة إلى اللهجتين البحيريَّة والصعيديَّة للغة القبطيَّة. وكان العهد القديم قد تُرْجم قبل ذلك بمدينة الإسكندرية من العبرانيَّة إلى اليونانيَّة بواسطة ۷۲ من أحبار اليهود بناءً على طلب بطلميوس فيلادلفوس حوالي عام ۲۸۲ ق.م.
ثم ازدهرت اللغة القبطيَّة مرَّةً أخرى في القرن الثامن، إلَّا أنَّها ما لبثت أن اضمحلَّت شيئًا فشيئًا منذ القرن التاسع، حتى إذا جاء القرن الثالث عشر كانت اللغة العربيَّة هي التي سادت، وفي هذا القرن وضع علماء الأقباط كلَّ مؤلَّفاتهم اللاهوتيَّة باللغة العربيَّة.
يقول زكي شنودة: "إنَّ اللغة القبطيَّة ظلَّت مع ذلك لغة التخاطب في الوجه القبلي حتى القرن السابع عشر". [لم يُبِن عن مصدره في ذلك]، وفي القرن الثامن عشر بدأ الأقباط یکتبون اللغة العربية بحروفٍ قبطيَّة، واللغة القبطيَّة بحروفٍ عربيَّة، ثم انتهى الكلام باللغة القبطيَّة في القرن التاسع عشر، حتى إذا جاء القرن العشرون ضعف استعمال اللغة القبطيَّة حتى كلغة كنسيَّة، وتهاون الإكليروس في الصلاة بها.
وقد تركت اللغة القبطية بعض الألفاظ في اللغة العربيَّة المتداولة لدى المصريِّين، منها:
من الأسماء:
مثل: [بَرْسِيم، بَلَح، شُونَة، أَرْدَب، لُقْمَة، قُلَّة، سَلَّة، نَبُّوت، ذَهَبِيَّة، شَبُّورَة، سمك بُورِي].
ومنها أسماء الشهور القبطيَّة: [بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير... إلخ].
ومنها أسماء بعض المدن مثل: [شبرا، طرة، حلوان، بنها، بسيون، شطانوف، طوخ، صهرجت، شبراخيت، شبرامنت، مطاي، طهطا، قوص، كوم امبو، إسنا].
من الأفعال:
مثل: [هَلْوِس، هوس، لَكْلِك، فَتْفِت، حَمْرَأ (أي غش في اللعب)، يشْطُف (يغسل الملابس)، يشْطَح (يدرك)، شَأْشَأْ (شاهشا أي سطع أو أضاء)، رَخ (نزل المطر)].
كلمات تستخدم في العامية المصرية:
ومنها: [طِشْت (آنية الغسيل)، وبُعْبُع (أصلها بوبو بمعنی عفريت يُخيف الأطفال)، بِخْ (بمعنی عفريت أو شيطان)، ومَمْ (موم بمعنی طعام)، أُمْبُو (شراب)، ونِنَّهْ (وهي دعوة إلى النوم)، وتاتا معناها (امشِ)، وطظ فیش (توس فیش الشيء اليابس المكسور الذي لا يُثمر)، وابن الإيه (یعنی ابن البقرة)، وخُنْ (داخل)، ونونو (صغير)، وصَهْد (نار أو لهب)، وبُوش (سُلِب، ومنها راح بوش)، ویَامَا (أصلها آما بمعنی کثیر)، وكَانِي مَانِي (يعني سمن وعسل)].
كما أنَّ هناك كلمات مشتركة بين اللغة المصريَّة القديمة واللغة العربيَّة:
مثل: [حسب، فهم، ختم، خر، شد، تم، زعق، عشق، حزن، نعی، قطف، بصق، ذئب، جناح، قمح، موت، يم، بركة، منحه، همهمة، عين، صُبَاع (أصبع)، إيد (ید)، ودن (أُذُن)، معي (م. عاي)، معنا (م. عانا)، معك (م. عاك)].
ويُقدِّر بعض الباحثين الكلمات القبطيَّة التي استُخْدِمت في العاميَّة العربيَّة بالمئات أو الآلاف أصلًا أو تحويرًا أو ترجمة [2].
ليس سهلًا على العربي بطبيعته البدويَّة أن يُغيِّر من لغته، فضلًا عن وحدته مع ما فتح الله على المسلمين في الشام والعراق ومشارق الأرض ومع أصوله ببلاد العرب، ولعلَّ أقوى من ذلك كلِّه في ربط الإنسان العربي بلغته هو نزول القرآن الكريم عربيًّا.
وعلى ذلك فلا بُدَّ بعد دخول المسلمين مصر أن بدأت اللغة العربيَّة في الامتزاج والاختلاط باللغة المحلِّيَّة، والانسياب من خلالها، وكذا بالحلول تمامًا محل اللغة اليونانيَّة في إدارة البلاد، وهو ما حدث في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان؛ فقد عَرَّب جميع دواوين الدولة من الفارسيَّة في فارس والعراق، ومن اليونانيَّة في مصر والشام، ونقلها من لغاتها تلك إلى اللغة العربيَّة، ومن هنا بدأت نشأة العالم العربي في قلب الأمَّة الإسلاميَّة. وفي مصر لم يعد من أبنائها من ليس لسانه عربيًّا.
المصدر: كتاب الفتح الإسلامي لمصر، أحمد عادل كمال. (بتصرف).
[1] موسوعة تاريخ الأقباط 1/9-10، وأحمد عادل كمال: حجر رشيد والهيروغلوفية.
[2] وحدة تاريخ مصر، ۷۸ -۸۱، ۱۱۱.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
- مسجد ومدرسة السلطان الأشرف برسباي في القاهرة
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- فرنسا..مدرس يتعرى أمام طالبة مسلمة ليجبرها على ترك محاضرته
التعليقات
إرسال تعليقك