ملخص المقال
إن العرب لهم محاسن وأخلاق عرفها الناس، منها ما قلدهم الغير فيها، ومنها ما كان خاصًا بهم، ومما يحسن إن يقلَّدوا فيه غض الطرف عن عورة الجار وعدم التعرض لحُرمه، حيث كان الرجل منهم يسافر ويترك زوجته في بيته فيمونها جاره وهو أنزه الناس عن التعرض لها بسوء، بل إنه يكون عليها أكثر غيرة من زوجها لكونها في رعايته حتى يعود. فهل يوجد الآن من يتصف بصفات حاتم الطائي حيث يقول:
نــاري ونار الجار واحـد وإليه قبلـي تنزل القــــدر
مـا ضـرَّني جـار أُجـاوره أن لا يكـون لبابــه ستـــر
اعشو إذا ما جارتي برزت حتى بواري جارتي الخدر
هذا في حضور جاره وفي غيبته يقول:وما تشتكيني جارتي غير أنني إذ غاب عنها زوجها لا أزورها
سيبلغهــا خيــري ويرجع بعلها إليها ولم تسبل على ستـورهــا
أو من يقول كما قال حميد بن ثور الهلاليوإني لعف عن زيارة جارتـي وإني لمشنوء إليَّ اعتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكـن لها زُوَار ولم تنج علىَّ كلابها
وما أنا بالداري أحاديث بيتها ولا عالم من أي حوك ثيابها
وإن قراب البطن يكيفك ملؤه ويكفيك سوآت الأمور جتنابها
ولكننا إذا رأينا تعرض الرجال للنساء في الطرقات الآن علمنا أنهم أشد تعرضًا لحُرم الجار، اللَّهم إلا من تدرع بدرع العفة واتصف بهذه الصفة العربية الجميلة، وما ذلك بالقليل العدد فيمن وقفت الزواجر الدينية بينهم وبين البواعث الجبلية والشهوات النفسية. المصدر: مجلة الأستاذ للأديب عبد الله النديمالأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- عمرو بن العاص وقصة الفتح الإسلامي لليبيا
- ابن سندر.. وصية رسول الله
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- أسرار محاكم التفتيش التي عذبت المسلمين بعد سقوط الأندلس
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
التعليقات
إرسال تعليقك