ملخص المقال
العربية نت تعيش مدينة أقبو بولاية بجاية، التي تبعد بحوالي 70 كلم شرق العاصمة الجزائرية، منذ يومين على وقع جدل حاد يتعلق بما يعرف بـ"انتهاك حرمة رمضان ". ففي حدود منتصف نهار الثلاثاء 23 يونيو 2015، دخل شرطيان أثناء فترة الخدمة إلى مطعم من بابه الخلفي، بعدما بلغهما أن في الداخل أشخاص "يفطرون خلسة". وقال مراسل صحيفة محلية ببجاية، لـ"العربية.نت" إن الشرطيين "ضبطا" 5 أشخاص، يتناولون طعاما فاستجوبوهم على أساس أن ذلك غير لائق في شهر الصيام. وحاول الشرطيان اقتيادهم إلى مركز الأمن للتحقيق معهم، غير أن المعنيين رفضوا الخروج من المطعم. أما صاحب المحل فقد أبدى استياءه من تصرف رجلي الأمن، بحجة أن مفطري رمضان لم يتناولوا طعامهم أمام الملأ. ذكر محمد يخلف، وهو خمسيني يقيم بمدينة أقبو، في اتصال هاتفي أن صاحب المطعم معتاد على فتح محله خلال شهر رمضان وأن عددا كبيرا ممن لا يصومون يقصدونه في فترة الغداء. وهم في غالبيتهم عمال شركات، ويوجد من بينهم مسيحيون يتناولون وجبهة الغذاء أثناء فترة الراحة، حسب يخلف، الذي أضاف: "صاحب المطعم لم يتعرض للمضايقات من قبل، لكن أصحاب مطاعم ومقاه آخرين في مدن ولاية بجاية، واجهوا مشاكل في السنوات الأخيرة وبعضهم تعرض للمتابعة القضائية، مع مفطرين". وغادر الشرطيان المحل التجاري بعدما لاحظا أن زبائن المطعم مستعدون للدخول معهم في عراك جسدي، وبلغ ما حدث عددا كبيرا من سكان أقبو بعضهم أظهر تعاطفا مع "المفطرين"، وآخرون أبدوا مساندة للتصرف الذي قام به الشرطيين. وانتقل ممثل "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان" بالولاية، إلى مركز الأمن للاحتجاج على ما سماه "استفزازا" من جانب الشرطيين، بحسب مصدر محلي بالشرطة تحدثت إليه "العربية. نت". ودعا الحقوقي المسؤولين بمركز الأمن إلى "احترام الحريات الشخصية". يذكر أنه لا يوجد في القوانين الجزائرية، نصوصاً تعاقب "المفطرين" في شهر رمضان . أما الحالات التي وقعت في السنوات الماضية، فتم تكييفها من طرف جهاز الشرطة على أنها "مساس بالأمن العام". وعرفت نفس المدينة قضية مشابهة عام 2010، إذ تلقت الشرطة شكوى من بعض سكان المنطقة، مفادها أن شبابا تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة يرتادون مطعما في النهار، معتبرين في تصرفهم "انتهاك لحرمة رمضان ". وجاء في الشكوى أن صاحب المطعم ينظم وجبات لمجموعة من "مفطري رمضان ". وبناء على ذلك داهمت الشرطة المحل، واعتقلت صاحبه و10 من زبائنه تم ضبطهم متلبسين بـ"تهمة الإفطار في نهار رمضان ". واستلم القضاء الملف ونظم محاكمة للمتهمين العشرة، وسط احتجاج حقوقيين وصحافيين وطلبة الجامعة، رفعوا شعار "حرية المعتقد". وتم تأجيل القضية، وفي النهاية أبطلت النيابة الدعوى العمومية، وأفرج عن المعتقلين.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- ما لا تعرفه عن الانكشارية قوات الكومندوز العثمانية
- ورع عمر بن الخطاب
- قصة حرق أعظم مكتبة على وجه الأرض
- قصة احتلال فرنسا للجزائر .. 130 عامًا من العزة والصمود
التعليقات
إرسال تعليقك