ملخص المقال
بعد تجزئة الأندلس وقيام دول ملوك الطوائف استقل بنو مناد البربر بحكم غرناطة وما حولها وكان من حكامها رجل اسمه باديس، وكان من أقوى ملوك البربر واستمر يحكم سبعة وثلاثين سنة.
وكان لباديس كاتب اسمه أبو العباس، وكان لأبي العباس هذا مساعد يهودي اسمه "يوسف بن نغرالة"، كان داهية، فلما توفي أبو العباس أخذ يوسف اليهودي مكانه وأخذ في التقرب إلى باديس.
وساعده في ذلك محاولة بعض أقارب باديس الانقلاب عليه، وعرضوا على اليهودي الانضمام لهم، ولكنه أحس بفشل تلك المؤامرة فقام بإخبار باديس وحصل على ثقته، فرفعه باديس فوق الوزراء، فاستغل اليهودي ذلك وعين يهودًا في مناصب مهمة.
واستمر "ابن نغرالة" في مكانته حتى مات، فندب باديس ابن وزيره الهالك وكان اسمه أيضًا يوسف وكان يشبه أباه في الخبث ومعرفة ما يحبه الحاكم.
وكان استئثار اليهود بالمناصب يثير غضب أهل غرناطة، وكان من الغاضبين الأمير بُلُقِّين ولد باديس الأكبر وولي العهد من بعده، والذي كان يسعى لقتل يوسف ابن الوزير اليهودي، وتضامن مع بلقين الكثير من رجال الدولة وشيوخ البربر.
وكان يوسف اليهودي من جانبه يضع جواسيسه في القصر، فعرف يوسف من جواسيسه بنية بلقين في قتله، واستطاع أن يقتل بلقين بالسم، فصدم باديس، وأفهمه يوسف اليهودي أن بعض خدم ولده بلقين هم السبب في ذلك، فقتل بعضهم.
وبعد ذلك ابتعد باديس عن القيادة، وفوض اليهودي واستسلم الجميع لذلك عدا رجل اسمه "الناية"، وهو رجل خدم باديس.
وكان "الناية" يحرض باديس على اليهودي، ويكشف له عيوبه، حتى بدأ باديس يتغير من ناحية وزيره، خاصة بعد السخط الشعبي بغرناطة ضد اليهودي بعد قصيدة قالها الفقيه أبو إسحاق التجيبي في اليهود.
وعندما شعر يوسف اليهودي بما يحدث راسل أبا يحيي بن صمادح صاحب ألمرية واستدعائه للاستيلاء على غرناطة، واستطاع ابن صمادح أن يستولى على وادٍ شمال شرقي غرناطة.
وكانت بداية المذبحة في مساء السبت العاشر من شهر صفر سنة 459هـ / 30 ديسمبر 1066م؛ حيث اجتمع يوسف اليهودي في هذه الليلة على الشراب مع طائفة من المشاركين معه، وكان ابن صمادح قد استعد بجنوده في مكان قريب لدخول غرناطة.
ثم وقعت حادثة عابرة قلبت الأحداث؛ وهي مشادة بين أحد الحاضرين مع خادم يوسف اليهودي، الذي غضب وخرج من البيت وهو يصيح: لقد غدر اليهودي ودخل ابن صمادح البلدة، فذهب الناس وفي مقدمتهم شيوخ البربر إلى دار اليهودي، فهرب يوسف إلى قصر باديس، ولكن في المقابل هجم الناس على القصر وعثروا على اليهودي في خزائن الفحم وقد تنكر بالسواد، فقتلوه، ثم صلبوه في غرناطة.
وهاجت المدينة كلها، وحمل الناس السلاح، وهجموا على بيوت اليهود وقتلوهم، ونهبوا دار يوسف اليهودي، وقُتل يومها ثلاثة آلاف يهودي، ولم يستطع ابن صمادح أن يدخل غرناطة.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نبذة عن صادق خان أول مسلم يفوز بمنصب عمدة لندن
- ما لا تعرفه عن الانكشارية قوات الكومندوز العثمانية
- مملكة نوميديا .. صفحات من تاريخ الأمازيغ
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- نيكولا تسلا.. نهاية لا تليق بعبقريته
التعليقات
إرسال تعليقك